هل يوم القيامة يوم واحد!
بسم الله الرحمن الرحيم، اسئلة كثيرة واجوبة محدودة سألها الناس من قبل والى يومنا هذا عن ما بعد الموت وعن يوم القيامة أو يوم البعث وكيف سيخرج الانسان للوقوف امام ربه للحساب، وهناك مواضيع ستكون متعلقة بهذه الاسئلة ومتشابكة معها.
وبداية علينا ان نوضح ان هذا المقال هو لا يمثل الحقيقة كاملةً ولكن ربما جزء منها، ونحن نتدبر ما أُنزل في هذا الكتاب ومالم يقله الله لنا من علم فيعتبر استنتاجًا وظنًا..
كثيرًا من الأيات تتكلم عن أهل النار وأهل الجنة واحوالهم في الاخرة وتفسير ذلك في الموروث أن هذه الاحوال ستحدث وأن الله خارج الزمان والمكان وأنه يعلم بكل ما سيحدث وهذا كلام غير صحيح ولا يتفق مع ما جاء في الكتاب وكما ذكرت في مقال سابق ان الله لم يظلم أحد بإختيار من سيدخل النار ومن سيدخل الجنة بل الانسان هو الذي يختار طريقه. لذلك فما قاله أهل النار لم يكن مكتوبًا عليهم، وما قاله أهل الجنة لم يكن مكتوبًا.
هناك علاقة وثيقة بين موضوعين وهو ما نقرأه من أيات حول ماقاله أهل النار والجنة وبين زمن وقوع هذه الاقوال.. التفاسير الموجودة اليوم كما ذكرت تقول أن يوم القيامة يوم واحد وأخر يوم في هذه الدنيا، فما قاله هؤلاء وذكره الله بكتابه معناه ان الله يعلم بما كان وسيكون وكل شي عنده مكتوب، يعني بإختصار السيناريو والقصة مكتوبة من قبل وما على الناس الا التطبيق رغما عنهم. وهذا خطأ فادح لا يمت بأي صلة لحقيقة ما أنزل الله إلينا من علم...
مقالي حول علم الغيب بينت فيه من الأيات أن الله لم يكتب على أحد قول أو فعل. بل أن كل ما ذكره الله تعلى لنا في القرءان من أنباء ما سبق هو أحداث قد حصلت فعلًا ويمكنكم مراجعة ذلك المقال لزيادة التوضيح.
وهذا سيقودنا الى سؤال مهم متى حصل ذلك إذًا؟ متى قال أهل النار قولهم ذلك الذي قصه الله علينا وهم في النار؟ ومتى قال أهل الجنة قولهم وهم في الجنة؟ كيف ويوم القيامة لم يأتي بعد؟ قد تكون هناك إجابة وهي ان الله خارج الزمان والمكان!
بالنسبة لي لم اقتنع بهذا الجواب لأن الله لم يقل ذلك بل قال يوم عند ربك كألف سنة مما تعدون. يعني ذلك أن الوقت مقداره مختلف فقط وليس خارج الزمن. لذا وجدت في اكثر الأيات أن الله يخبرنا عن أن يوم القيامة ليس يومًا واحدًا كما نظن أو كما ترسخ في أذهاننا.
فهناك امم قد بُعثت للحساب وادخل اهل الجنة الى الجنة واهل النار للنار وهناك من هو راقد في البرزخ ينتظر أن يأتي يوم بعثه. هذا الزمن الذي يرقد فيه الانسان بعد موته ذكر الله لنا أيات بخصوصه. وهي قصة أهل الكهف، فقد لبثوا ثلاث مائة سنين ولم يشعروا بذلك. وكذلك الذي مر على قرية فأماته الله مائة عام ثم بعثه. والأكثر من ذلك النوم نفسه هو أكبر أية نراها كل يوم حيث قال (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
لو تفكرنا بذلك نرى أن النوم هو توفي النفس حيث تمضي بضع ساعات نوم دون الشعور بتلك الساعات... الله يتوفى النفس في حالتين الموت والنوم حيث لا قول للانسان ولا فعل. فتُوفى نفس الذي يقضي الله عليه بالموت حيث يمسك نفسه فلا يرجعه الى الدنيا. والذي لم يكتب عليه الموت الأن يرسل نفسه الى الدنيا حتى الاجل المسمى.. يعني ذلك ان النوم هو حالة شبيهة جدا بالموت...
(وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا)
(وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا)
فقد كانت أية عن وعد الله كيف يميت ويبعث بعد سنين طويلة دون ان تشعر النفس البشرية بذلك. يعني الذي يموت سيرى الحساب وكأنه نام بضع ساعات نوم عميق ثم استيقظ.. ومدة اللبث هذا تقدير لا يعلمه الا الله فهو يجمع الأولين والأخرين لميقات يوم معلوم عنده فقط. كذلك الأولين لا تعني أول إنسان على الارض والأخرين لا تعني أخر انسان على الارض، بل هم أمة لها أجل قد يكون أجلها مليون سنة أو اكثر أو اقل، لا نعلم ذلك التقدير ولا حتى الملائكة ولا الروح الأمين يعلم ذلك. فهذا راجع لمالك الملك العليم القدير (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)
ونعرض بعض الأيات التي تفيد موضوعنا، مثل قصة الرجل الذي جاء من اقصى المدينة يسعى بعد ما كفر بآلهة قومه وأمن بما جاء به رسل ربه فقال عنه..
(قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ)
والأية تشير هنا بوضوح أنه قد ادخل الجنة وأنه قد رأى ما فيها وقال ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وهو يعلم أن قومه لا يرون مارأه هو. فهو يعلم انه في حياة الأخرة في الجنة.. وطبعًا هذا الكلام ليس مستقبلًا سيحدث بل حدث فعلا وقصه الله علينا...
أية اخرى (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنْتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
عيسى يقول أنه كان شهيدًا على قومه ما دام فيهم فلما توفاه الله لم يعد شهيدًا على أحد لانه قد خرج من الدنيا ولم يعدا شاهدا على احد.. فهل سيحدث هذا الحوار مستقبلًا في يوم القيامة الواحد الذي ينجمع فيه كل البشر من أول يوم لأخر يوم على الارض؟! وهل كتب الله ذلك الحوار مسبقًا ويعرضه للرسول؟ الجواب لا هذا ولا ذاك بل هي أحداث قد حدثت فعلًا وأصبحت ماضي وقصها الله على رسوله... قصص وأحداث من ما حصل في الدنيا ومن ما حصل في الاخرة أو يوم قيامة بخصوص بعض الامم..
(وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ)
فالذي يُقتل في سبيل الله ليس ميتًا بل هو من الاحياء ولكن نحن لا نشعر به. فليس كل ما لا نراه أو لا نشعر به هو غير موجود، فهؤلاء يعيشون بهناء ونعيم من ربهم وليس ذلك فقط بل هم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) فرحين بما اتاهم الله فقد خرجوا من هذه الدنيا الى عالم أخر ويستبشرون بالذين لم يروا هذا النعيم وهم يطمعون فيه ويرجون ذلك من الله.. كل ذلك حقيقة قد حصلت فعلا في الدنيا وفي الاخرة..
وبالمناسبة كلمة الأخرة اتت من كلمة أخر، والأخر لا تعني بكلامنا النهاية وإنما تعني بكلامنا آخر أو آخرى. فعلى سبيل المثال نقول اذهب أنت والأخرين، يعني هناك طرفان انت والاخرين... كذلك هناك الحيواة الدنيا والحيواة الاخرة.. الأولى منتهية بالنسبة للمخلوقات عليها، والاخرة او الاخرى خالدة للبشر على أقل تقدير وهذا ما يهمنا نحن البشر... (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ * أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ * أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ)
وهذا نبأ أخر من أنباء الأخرة عن إنسان قد أمن بكتاب ربه عن يوم البعث والحساب وكان له قرين شخص كافر يحاول أن يشككه فى الحيوة بعد الموت، ويحاول ان يجعله مثله كافرًا. وقد استشهد ذلك المؤمن بفضل الله عليه ونعمته عليه أن هداه للطريق الصحيح. وطبعًا بعد علم الله بهذا الشخص في أنه كان يريد الحق فهداه وجعله يرى ذلك القرين الذي كان يحاول ان يجره للكفر...
فهذه أحداث قد حدثت وقصها الله على رسوله في كتابه. وهناك أيات فيها تشبيه لما سيحدث لهؤلاء القوم الكفرة في حاضرهم لأن افعالهم متشابهة لما سبقهم من الامم الكافرة (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ)....
وارجو قراءة الأيات التابعة لم اذكره لكي لا يطول المقال. ففيها كل ما حدث من ذلك اليوم الذي جمع الله فيه الاولين والاخرين من تلك الأمة. والأيات كثيرة جدًا في انباء ما حدث في الاخرة أو بعد الموت.
لذا فالذي فهمته من الكتاب أن الله لم يقل أن يوم البعث أو يوم القيامة سيكون يومًا شاملًا لكل البشرية منذ بدء الخليقة. بل أن الله يميت ويحيي أو يخلق أناس اخرين لأمة معينة قد تدوم فترات عظيمة من الزمن فالزمن الذي نعيشه الأن ما هو إلا نقطة في بحر. وأن الله بعد أن يميت الناس من تلك الامة كل حسب اجله، يموتون ويبعثون ويشعرون أنهم ناموا ساعات فقط...
فهل سيرون اشياء في البرزخ اثناء مرقدهم؟ إحتمال كبير لكن لا علم مؤكد عندي. فالمؤكد عندي هو انه بعد الموت سنشعر بأننا كنا نائمين نوم عميق بعض الشي واستيقظنا للحساب مثل اصحاب الكهف.. أو مثل نومنا اليومي...
والذي يجعلني اقول بإحتمال وجود عذاب في البرزخ هو تلك الاية
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) تلك الاية تجعلني افكر في أن الممات فيه نعيم او جحيم مثل الذي يعيش كابوس أو حلم حسن، ثم يُبعث فيستيقظ فيجد نعيم أو جحيم (وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ * فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ * إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ * فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
فنرى هنا كيف أن اولئك القوم جائهم عذاب فماتوا..وأُرقدوا في البرزخ ثم نفخ في الصور فاستيقضوا وخرجوا من تلك الفترة وقد قالوا من بعثنا من مرقدنا... والكلام هنا ليس من انباء المستقبل بل هو ما حدث لتلك الامة أو لتلك الشريحة من الامة فقد جمعهم الله هم ورسلهم ومن كان شهيدًا عليهم ومن أضلهم كلهم جُمعوا ليوم واحد خاص بهم...
وهذه أية عظيمة اخرى (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ ۖ فَهَٰذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَٰكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) فالذين أمنوا وأُوتوا العلم من كتاب الله كانوا مؤمنين بما قاله الله عن يوم البعث وكانوا يعلمون أن هناك فترة (كتاب) في الحياة الدنيا وفي اللبث بعد الموت. فعندما بعث الله المؤمنين والكافرين لنفس الميعاد كان المؤمنين يرون كلام ربهم الذي علمهم اياه قد أصبح حقا فقد كانوا يرون تطبيق ما قرأوه مسبقًا، فعلموا أنهم هم والكافرين في يوم البعث، لكن الكافرين لم يكونوا يعلموا ما يحدث بهم كانوا نيامًا أو يشعرون أنهم نائمين واستيقظوا على يوم عظيم. فقال لهم الذين اوتوا العلم من قبل أن هذا هو يوم البعث ولكنكم لا تعلمون هاجرين ما أتاكم ربكم من ما سيحدث في هذا اليوم... والايات كثيرة جدًا.
وخلاصة فهمي من خلال الأيات المُنزلة أن يوم القيامة ليس يومًا واحدًا، وأن تلك الأنباء قد حصلت فعلًا سواء قول أو فعل. وأن الله يجمع الأولين والأخرين لوقت معلوم عنده، وأن الأولين والأخرين لا تعني كل البشرية. ولي مقال في ذلك الموضوع ايضًا نشرته مسبقًا. فالزمن عند الله مختلف تقديره عن زمننا وهناك من الناس تعيش الحياة الأخرى الأن سواء نعيم أو جحيم. (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ۖ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الحمد لله رب العالمين
التعليقات على الموضوع (16)