حول إنخفاض الهرمون الذكورى تستوستيرون
هرمون تستوستيرون هو هرمون مُنشط ويلعب دور فى عملية القدرة الجنسية والإنجابية للذكور كما أنه يساهم فى تكوين كتلة العضلات، ونمو الشعر، والحفاظ على كثافة العظام، وإنتاج خلايا الدم الحمراء، والصحة العاطفية. ويتم إنتاجه فى الخصيتين وبكميات أقل فى المبيض بالنسبة للإناث.
يتم إنتاج هذا الهرمون عند الإطفال قبل الولادة ثم يتوقف إنتاجه بعدها حتى سن البلوغ حيث يعاد إنتاجه مرة آخرى، حتى تبدأ عملية إنتاج هذا الهرمون مع التقدم فى العمر عند الثلاثنيات فى التراجع حيث تصل إلى حوالى الثلث عند عمر الأربعين.
وفى حين يؤكد الفكر الطبى التقليدى أن هرمون تستوستيرون يعد حافزًا لسرطان البروستاتا، حتى أنه فى بعض الحالات يتم استئصال الخصية كشكل من أشكال العلاج، إلا أن نتائج دراسات معاصرة تظهر الأمر خلاف ذلك. حيث تحتاج غدة البروستاتا لهرمون تستوستيرن حتى تبقى فى حالة جيدة.
ويرجع إنحفاض نسبة التستوسترون عند التقدم فى العمر إلى نشاط انزيم يسمى ألفا 5، وهو يقوم بتحويل التستوستيرون إلى ديهدروتستوستيرون (DHT). وتؤدى عملية إنخفاض الهرمون عند الذكور إلى خطر التضخم فى البروستاتا، الصلع الوراثى (تساقط الشعر) والسرطان.
ومن العوامل الأخرى التى تؤدى إلى إنخفاض هذا الهرمون عند الرجال تعرضهم فى سن مبكرة كأطفال إلى المواد الكيميائية المنتشرة حاليًا. وقد تم مؤخرًا إكتشاف وجود إرتباط وتأثير سلبى لبعض الأدوية الكيميائية ومبيد الأعشاب المُستعمل فى الزراعة على نطاق واسع (راوند اب) فى قدرة الخصيتين على إنتاج هرمون تستوستيرون.
فلم يعد ممكنًا تجاهل الأضرار التى تلحقها المواد الكيميائية بالغدد الصماء لدى الإنسان أو تأثيرها السلبى على باقى المخلوقات.
كما يجب إضافة أن المواد الكيميائية المُعطلة للغدد الصماء (Endocrine-Disrupting Chemicals) منتشرة فى كل مكان داخل منزلك من خلال المُنظفات المنزلية االكيميائية، منتجات النظافة الشخصية، أدوية منع الحمل، وفى بعض الأحيان فى مياه الشرب وبعض الأطعمة.
إذًا فالمواد الكيميائية تؤثر على إنتاج هرمون التستوستيرون عند الذكور مما يسبب إكتساب الذكور لخصائص انثوية.
وقد وُجد فى دراسة بريطانية أنه من خلال إختلاط مياة الصرف الصحى بمرور الزمن مع مياه الأنهار إلى حدوث تلوث أدى إلى فقدان الذكور من بعض الأسماك إلى خصائص الإخصاب بدرجة 76 بالمائة.
ومن المعروف أن تعرض النساء أثناء فترة الحمل بصفة دورية إلى المواد الكيميائية المُعطلة للغدد الصماء (EDCs) يسبب الضرر بالأجنة الذكور قبل ولادتهم، حيث يتم ولادة ذكور ذوى أعضاء تناسلية صغيرة وخصية غير مكتملة النمو، وهذا يؤثر على قدرتهم على الإخصاب على المدى الطويل، كما ترتفع نسبة تعرضهم لخطر سرطان البروستاتا.
وحتى لا أزيدكم من الكوارث. فهناك مادة أخيرة سأكتفى بإضافتها لما يؤثر على إنتاج هرمون التستوستيرون وهى مواد الفثالات (Phthalates) التى تدخل فى صناعة البلاستيك. وهى من المواد التى لها تأثير كارثى على الهرمونات الذكرية والصحة الإنجابية أى أنها قد تؤدى بتعبير آخر إلى زيادة درجة التأنيث لدى الذكور.
توجد هذه المواد الكيميائية فى قائمة طويلة من المنتجات منها على سبيل المثال:
أرضيات الفينيل، المنظفات، بلاستيك السيارات، الصابون، الشامبو، مزيلات العرق، العطور، بخاخ الشعر، أكياس البلاستيك المستعملة فى تغليف المواد الغذائية.
ولذا إليك بعض النصائح العامة:
- تفادى إستعمال المنظفات المنزلية والبحث عن البديل العضوى كالتنظيف بالخل للأرضيات وكربونات الصوديوم التى تُستعمل فى عمل المُعجنات لتنظيف الأسطح المعدنية والخزفية.
- تفادى استعمال المواد البلاستيكية مثل زجاجات تعبئة المياه، مواد الحفظ والتغليف البلاستيكية للمنتجات الغذائية.
- استبدال أوانى الطهى والأكل المحتوية على مادة التيفلون وحتى أوانى الطهى المعدنية بأوانى مصنوعة من الزجاج أو الخزف (مُصنعة من مواد عضوية).
أهمية هرمون التستوستيرون لدى الذكور
يؤثر هذا الهرمون على عملية التمثيل الغذائى للخلايا الدهنية، حيث يساعد على منع تخزين الدهون فى الجسم، وذلك بتحجيم عمل انزيم يسمى ليبوبروتين ليباز (LPL) الذى مهمته إمتصاص الدهون إلى الخلايا الدهنية فى الجسم. كما أنه يساعد على تحفيز حرق الدهون. زيادة الحساسية للانسولين. تعزيز نمو الألياف العضلية. وتعمل هذه المهام إلى بقاء الجسم رشيق وخالى من الدهون المُخزنة. كما أنه يساعد على تجنب الأمراض الناتجه عن الإلتهابات الداخلية مثل أمراض تصلب الشرايين وإلتهاب المفاصل.
وبصفة عامة دون التطرق للتفاصيل فقد أثبتت التجارب السريرية قدرة التستوستيرون على زيادة كثافة العظام عند الذكور المتقدمين فى العمر، كما أن لمكملات التستوستيرون تأثير للتمثيل الغذائى للعضلات.
وارتبطت أيضًا المستويات المنخفضةلهرمون التستوستيرونبالإصابةبالاكتئابوالاضطراباتالنفسية الأخرى، و تعتبر عامل رئيسى فى الإصابة بمرض ألزهايمر.
أسباب إنخفاض مستويات هرمون تستوستيرون عند التقدم فى العمر
إن السبب الدقيق لإنخفاض مستوى الهرمون المرتبط بالتقدم فى العمر ليس معروفا، وربما هو نتيجة لمجموعة من العوامل مثل الأتى:
- زيادة الدهون فى الجسم (وخاصة الدهون فى منطقة البطن، وبالتالى زيادة نشاط انزيم أروماتاز (Aromatase) الذى يعمل على تحويل هرمون الذكورة تستوستيرون إلى هرمون الأنوثة استروجين (Estrogen)).
- تأكسد الأنسجة المسؤولة عن إنتاج هرمون التستوستيرون (يسببه التعرض للتلوث والمواد الكيميائية).
- انخفاض فى المواد التى يتم منها تكوين التستوستيرون فى الخصية.
- انخفاض مستويات هرمون ديهيدرو إيبى أندروستيرون (DHEA)، الذى تنتجه الغدتان الكُظريتان. ويسمى هذا الهرمون أحيانًا بهرمون السعادة أو مكافحة الشيخوخة. ويعتبر الصورة الأولية لهرمونات الذكورة والأنوثة.
- التغذية الصحية ووظائف الكبد.
علاج إنخفاض مستوى هرمون التستوستيرون
وحيث أنه قد تعرف المختصين على بعض الأسباب منها ما تم ذكره، فهذا يعنى أنه يوجد علاج لهذا التقصير. والعلاج هنا هو شخصى بدرجة كبيرة أى يختلف من شخص لآخر ويقوم بالعلاج الطبيب المختص. حيث يتم فى البداية قياس مستوى الهرمون لدى الشخص بإجراء تحليل للدم، ويجب تكرار التحليل عدة مرات وعند نفس معمل التحاليل وذلك لعدم ثبات مستوى الهرمون فى الدم من وقت لأخر.
ومما يجب مراعاته عند اجراء التحليل أن التستوستيرون الموجود فى الدم يكون فى هذه الصورة:
- 60 % منه مرتبط بأحد بروتينات بلازما الدم غلوبولين (Globulin).
- 38 % مرتبط ببروتين الدم ألبومين (Albumin).
- 2 % هى الكمية الحرة من التستوستيرون التى تجرى فى الدم.
فيجب مراعاة قياس مستوى الهرمون الحر فى الدم ومستوى الهرمون الإجمالى عند إجراء تحليل الدم. ويُنصح أيضًا بقياس مستوى هرمون الأنوثة (Estrogen) الذي يتناسب عكسيًا مع مستوى هرمون تستوستيرون.
وقد تكون النسبة المثالية للتستوستيرون الحر فى الدم لدى الأشخاص الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 21-49 عامًا هى: 20-25 بيكوجرام/ميليلتر (20-25 pg/mL).
والنسبة المثالية للهرمون استروجين (فى هيئة Estradiol) لدى الأشخاص الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 21-49 عامًا هى: 20-30 بيكوجرام/ميليلتر (20-30 pg/mL).
وعلى ضوء نسبة الهرمون عند الشخص يقرر الطبيب المُعالج أفضل الطرق لتناول الهرمون البديل وكمية التناول، المتوفر فى شكل الحقن أو التناول عن طريق الفم أو على شكل كريم. وفى أغلب الأحوال يتم تناول مواد تدعم خفض لنشاط انزيم أروماتاز (Aromatase). ولخطورة تناول كمية فوق الحاجة من الهرمون، فيجب التأكيد هنا أن العلاج يجب أن يكون عند مُعالج مختص وعلى ضوء اجراء تحاليل الدم لمتابعة مستوى الهرمون فى الدم.
مواد طبيعية قد تساعد فى الحفاظ على معدل تستوستيرون
من المواد الطبيعية المفيدة لصحة الخصية وانتاج هرمون تستوستيرون:
- الزنك وهو عنصر معدنى هام لإنتاج هرمون تستوستيرون. ويوجد فى المواد الغذائية التالية: المحار (حيوان صدفى مائى)، الغذاء الغنى بالبروتين مثل اللحوم والأسماك، البقوليات، الأطعمة المخمرة مثل منتجات الحليب المُخمرة.
- فيتامين د (D) قد يساعد على رفع مستوى هرمون تستوستيرون. وهو يتكون بتعريض الجسم لضوء الشمس. تعتبر النسبة المثالية للفيتامين فى الدم بالنسبة للبالغين هى 50-70 نانوجرام/ميليلتر (50-70 pg/nL).
- إن لم يتوفر المصدر الطبيعى، فبالإمكان تناول المكملات الغذائية. وفيما يتعلق بعنصر الزنك فيراعى أن لا تتعدى الجرعة اليومية للشخص البالغ 40 ملليجرام يوميًا.
- ومن المكملات الغذائية أضيف مركب يتم استخراجه من نبات البلميط المنشارى (saw palmetto)، ويراعى هنا إختيار جودة المُنتج لإنتشار المكملات الغذائية الرديئة الجودة فى الأسواق.
- الموظبة على ممارسة التمرين الرياضى.
- تجنب التوتر العصبى.
التعليقات على الموضوع