مفهوم لكلمة الصدور فى القرءان
قال تعالى ﴿قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ...﴿29﴾﴾ سورة آل عمران، ﴿...وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ...﴿118﴾﴾ سورة آل عمران، ﴿...إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور ﴿119﴾﴾ سورة آل عمران، ﴿..أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ...﴿5﴾﴾ سورة هود، ﴿..وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴿74﴾﴾ سورة النمل، ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ..﴿49﴾﴾ سورة العنكبوت، ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴿10﴾﴾ سورة غافر، ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ﴿10﴾﴾ سورة العاديات، ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴿1﴾﴾ سورة الشرح
كلمة (صدور) أصلها الفعل (صدر) وهو فعل ثلاثي وحروفه أصلية. مكوناته:(صاد) (دال) (راء). وجمعه (صدور).
من المعاني المتعارف عليها:
الصدور أوعية مادية تتكون من مجموعة أضلاع مقوسة ومفلطحة محيطة لحفظ القلب وأجزاء أخرى هامة من الجسم أو ما يسمى بالقفص الصدري. وهي في ذات الوقت أوعية معنوية تحوي التفاعلات الداخلية والنوايا التي في الغالب تحتاج إلى معالجة ليشفى منها الإنسان..
وأهمية الصدر تعود على أهمية ما يحتويه سواء ماديا أو معنويا. فصدر المجلس لا يشغله إلا الشخصيات المهمة و صدر الأخبار لا يحتله إلا الخبر الهام ومعنويا لا يحتل الصدر إلا الأخبار أو الأسرار التي لا نريد الآخرين الإطلاع عليها.
من خلال تهجئتنا لحروف الفعل (صدر) يمكننا إستخلاص معنى ودلالات الحرف ذاته.
(الصد من حرف الصاد: وهو المنع). (الدليل من حرف الدال) (رائي من حرف الراء)، إذن يمكننا أن نستنتج من كلمة (صدر) في مجملها أنها تعني صد المستدل عن رؤية الدليل.
ترد كلمة صدور أيضا في اللغة العبرية (يهودية) وتكتب باللغة اللاتينية Siddur. وبتوضيح أكثر هي عبارة عن لفافة من ورق على نحو ما تستعمله المحاكم كصكوك الأراضي والوكالات بحيث تلف الورقة لفا طوليا أو (تثنى ثنيا) في شكل يسمح بإدخالها في قلب أنبوب من الجلد أو المعدن تقوم بحفظ الورقة من التلف أو الضياع وهي تلف للداخل بحيث يكون الجزء المكتوب فيه داخلا والجانب الآخر من الظاهر بحيث لا يمكن قراءتها إلا حينما نقوم بفلها ولا يتاح لقارءها إلا الجزء الذي نريد منه قراءته أو الإطلاع عليه. (عادة تحوي اللفافات كتابات مهمة قد تتناول الدين والعقيدة أو أي أمر هام يخص الفرد ذاته أو الناس).
هذه اللفافات تسمى قلوب لكونها تشكل قلب الحاوية والحاوية التي توضع فيها هذه اللفافات تسمى صدور.
ويثبت التاريخ أن الكتابات الأولى كانت تكتب على العظام والجلود ولعل ما يهمنا هنا هو العظام إذ من غير المتصور أن تتم الكتابة على عظمة ساق جمل أو فخذه نظرا لإستدارتها بينما عظام الصدر أولى في ذلك ، لتكوينها المفلطح بحيث يسمح بالكتابة عليه بأسطر معلومة البداية والنهاية. ثم تحفظ عظام الصدر هذه حاويات شبه معدنية أو جلدية قاسية لحفظ تلك العظام من التلف أو أن تطالها يد التغيير ، عموما يمكن الفرد مشاهدة صورتها على بعض المواقع اليهودية المتعلقة بكتب التوراة والكتب الدينية الخاصة باليهود. إذن فالمرجح أن معنى كلمة الصدور هي التي كان يستخدمها اليهود في حفظ
وإخفاء موروثاتهم وآثارهم الدينية ولا يتيحوها للناس إلا فيما ندر قال تعالى ﴿.. قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿93﴾﴾ سورة آل عمران
مما يدل على أن ما لديهم محفوظا في صدورهم إنما هو أكاذيب وتلفيقات ما أنزل الله بها من سلطان.
وقال تعالى ﴿...قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي...﴿24﴾﴾ سورة الأنبياء، ويعني بذلك لنقارنه بالقرءان ليتضح الحق من الباطل.
هذا ما تيسر لي والله أعلم
التعليقات على الموضوع (4)