معجزات الرسول الكريم
تمتلئ كتب التراث بالعديد من حكايات عن معجزات عينية قام بها الرسول محمد عليه السلام، وأما القراءن الكريم فلم يرد فيه شيئاً من هذا القصص. فأين المسلم من هذه المسألة، ماذا يصدق من هذه الحكايات وأيها يُكذب!
تتحدث مرويات التراث عن أفعال خارقة قد منحها الله تعالى للرسول الكريم محمد، منها أنه قد أثبت لأهل مكة صدق نبوته بأن قام بشق القمر إلى نصفين، ويروج أتباع التراث لصدق هذه الحادثة بنشر أخبار غير موثقة عن إعترافات لعلماء وكالة ناسا للفضاء بوجود أثر لشق القمر هذا. وهذه الإعترافات لم أراها سوى على مواقع متبعي مرويات التراث على الإنترنت.
ومن المعجزات الآخرى التي يتم نسبها للرسول الكريم: إشفاء المرضى، قدرته على إنزال المطر بالدعاء، زيادة الطعام القليل والشراب إلى أضعاف مضاعفة، إنقياد بعض الكائنات له وسلام بعضها كالشجر والحجر عليه، قدرته على التنبؤ بالغيب وأحداث المستقبل.
معجزات الرسول في القراءن الكريم
لم أطلع في نصوص القراءن على وجود معجزات أو بالتعبير القراءني آيات للرسول الكريم. بل على العكس فقد أكد النص القراءن أن الله تعالى لم يؤيد النبي الكريم بآيات عينية ليثبت بها نبوته كما حدث مع موسى وعيسى عليهما السلام (وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٥٠﴾) سورة العنكبوت
وفي هذا النص تأكيد واضح رداً من رب العالمين على طلب الكفار آيات من الرسول دلالةً على نبوته بأنه فقط نذير لهم من ربه. وفي هذا دليل واضح على عدم صحة روايات التراث وكذبها في نقل التاريخ، ونسبها زوراً لمعجزات قام بها الرسول الكريم.
ويؤيد هذا المعنى نصوص آخرى منها (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴿٧﴾) سورة الرعد
(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ﴿٢٧﴾) سورة الرعد
(وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّـهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿٢٠﴾) سورة يونس
ولوضوح الأدلة القراءنية التي تنفي نزول آيات على الرسول الكريم فلا أرى وجود داعي لتناول كل معجزة جاءت في كتب التراث على حده.
نزول الآيات على رسل آخرين
من الرسل الذين أيدهم الله تعالى بآيات من عنده داوود وسليمان وموسى وعيسى. وقد جاء ذلك بوضوح في النص القراءني كتسخير الجبال والطير لنبي الله داوود وزاد عليها الرياح والشياطين للنبي سليمان. وتأييد النبي موسى حيث أنزل عليه الله تعالى تسعة آيات (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا ﴿١٠١﴾ قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـٰؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا ﴿١٠٢﴾) سورة الإسراء
كما أيد الله تعالى عيسى عليه السلام بآيات إحياء الموتى وشفاء المرضى وغيرها العديد.
الخلاصة
لم يرد في القراءن الكريم بوضوح أن الله تعالى قد أيد الرسول الكريم محمد بآيات يراها الناس مثل حالة بعض الرسل الآخرين. وإنما كان مبشراً ونذيراً للناس بكتاب الله العزيز.
وما يخص معجزات النبي التي تتحدث عنها مرويات التراث فما هى إلا إفتراءات من خيال البشر ليس لها أساس في كتاب الله العزيز. ويبدو أن دورها تضليل الناس والمبالغة في تعظيم الرسل، وهذا الباب الذي أضل من خلاله إبليس أمم سابقة وأوقع بعضهم في عبادة العباد من الإنبياء وعباد الله الصالحين.
والله تعالى أعلم
التعليقات على الموضوع (34)