ان الصلوة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتا
ان الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا بسم الله الرحمن الرحيم (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) دعاء ابراهم واسمعيل ان يبعث الله رسولا لذريتهم من بعدهم ان يتلو ايات الله عليهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم وهذا هو اوضح تعريف لمعنى اقامة الصلوة.. فتلك هي اقامة الرسل للصلوة لقومهم وهي نفسها التي اوصى الله المؤمنين بها واقتداءا بالرسل...
(إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) ومبعث الرسل له توقيت وتقدير من الله وحده لا يعلم هذا الوقت والتقدير الا العليم الحكيم.. (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) معنى كلمة فترة هو توقف ..فبعد توقف للرسل وبتقدير من الله جاء الرسول محمد لبني اسرائيل اهل الكتاب وللذين لايعلمون.. وبعثه الله ليقيم الصلوة لهم وقد بعث الله من بعد ابرهم واسمعيل رسلاً لذريتهم وكان كتابا موقوتا... حتى كان موقت بعث الرسول للاميين ان الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا..
فمعنى الاية هو ان رسالة الله التي يبعثها للناس كانت كتابا موقوتا من قبل ايضا ..كل الرسل بعثهم الله برسالة لقومهم بكتاب موقوت وتقدير منه والرسالة تتطلب عمل لتوصيها وهذا العمل هو اقامة الصلوة. الا ان الذين يقيمونها هم المؤمنين الذين يتبعون كتاب الله والبقية تتبع شهوات الدنيا..
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيا (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) وكان يقيم الصلوة لهم من خلال تلاوة ايات الله عليهم وتعليمهم الكتاب الذي لم يكن لهم علم به ويعلمهم الحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين متبعين اهوائهم (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ۚ قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ۚ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) قائما ماذا يفعل؟
يقيم الصلوة لهم من خلال تلاوة الايات وتعليمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم وكل تلك المفردات تدخل فيها مواضيع كثيرة في كل جوانب حياة الانسان وتعامله مع نفسه ومع الاخرين (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) فتلك هي نعمة الله ورحمته للناس ان ينزل الكتاب على رسول من انفسهم ليعلمهم الكتاب والحكمة ويتلو عليهم ايات الله المحيطة بهم والتي يرونها ويزكيهم فيخرجهم من الظلمات الى النور. (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) كان الله رحيما بالرسول وفضله كان عظيما عليه فقد اصطفاه وجعله رسولا لقومه ورحمة للعلمين من خلال كتابه الذي انزله له رحمة له ولقومه والاية اعلاه لها موضوعها قد تحدثت مسبقا عنها في ان البعض من المؤمنين كانوا يؤذون الرسول فامرهم الله ان يرحموا به ولا يزعجوه او يؤذوه وان يسلموا تسليمًا لما يأمرهم به لانه مبعوث الله اليهم .
والحمد لله رب العالمين
التعليقات على الموضوع (8)