حول قصة يونس والحوت ومعنى التسبيح
الأخوة والاخوات الاعزاء .. هذه محاولة لفهم معنى التسبيح من خلال قصة يونس مع الحوت وقد كتبت هذه المقالة ردا على سؤال وردني من احد الأخوة الاعزاء .. ارجو ان تجدوا فيه ما ينفع والله المستعان.
والموضوع واسع للغاية إذ أنَّنا وطبقا لمبادئ المنهج اللفظي الترتيلي بحاجة الى دراسة الألفاظ التالية عبر دراسة جذورها ( سَبَحَ/ حَوَتَ/ بَطَنَ/ لَبَثَ/ بَعَثَ/ مَهَلَ/ ... وجذور لغوية أخرى) لإستيضاح معانيها المفهومية، ثم البدء بدراسة النص القرءانى.
ولا بدَّ لنا أولا أن نلفت الانتباه إلى أنَّنا نعتمد في بحوثنا على منهجية محددة وهي (المنهج اللفظي الترتيلي) الذي بنيناه على ما وجدناه من محاولات مشابهة سابقة في هذا المضمار مطورين ومضيفين ومنشئين علاقات منطقية جديدة اكتشفناها بالمتابعة والتجربة والبحث العلمي.
ومن اهم تلك المبادئ مثلا هو الإلتزام بفكرة أنَّ الأحداث أينما وقعت ومتى ما وقعت فإنَّها لا بدَّ أنْ تكون مبنية على نفس الأسس المنطقية والواقعية التي نراها في حياتنا المعاصرة ولا يمكن إفتراض أمور خارقة للقوانين المتعارفة إطلاقا.
فالمعجزة التي يُنظر إليها على أنَّها معجزة في زمان وقوعها تصبح معجزة في زمن لاحق عندما نجد التفسير العلمي المناسب لها فتثبت لنا عند فهمها أنَّ ورائها السماء والله تعالى وقوانينه الثابتة العصية على الاختراق.
بالاضافة الى مبادئ أخرى بينها ضرورة وجود معنى مفهومي واحد لكل المشتقات التي جرى اشتقاقها من جذر لغوي واحد وان النحت والاشتقاق والتكوين الجُملي والسياقي كلها تجتمع لتكوين المعنى المحدد المراد لكل مصداق من المصاديق المشار اليها في النص.
فضلا عن رفض فكرة الترادف أو تفسير تركيب لغوي بتركيب لغوي آخر كالمساواة بين (خرج على) و(خرج إلى) مثلا ... ومبادئ أخرى أشرنا اليها أو
إلى بعضها في المحاضرة الأولى التي حاولنا فيها التعريف بالمنهج والتي اُلقِيت في الرابع من سبتمبر من العام 2013.
ونعتقد أنَّ الأمر سيكون أكثر وضوحا إن شاء الله إذا وُفقنا الى إصدار كتابنا المزمع حول التعريف بالمنهج والذي يشارف على الإكتمال بعد الإستعانة بالله.
لذا فإنَّ مواجهة مشكلة معينة في فهم أي جزء من هذا المقال قد يكون أمرا متوقعا ولا مناص حينها من مواصلة محاولة إستيضاح الأمر أو الرجوع الى المحاضرات السابقة، علما بأنَّ أيَّة ملاحظات وانتقادات تساهم بشكل كبير في تطوير المنهج والله المستعان.
ولنبدأ على بركة الله بمحاولة التعرف على المعنى الأهمّ وهو معنى الجذر (سَبَحَ):
نقلت معاجم اللغة عددا من المعاني للجذر (سَبَحَ) منها: جنس من العبادة/ جنس من السعي/ صلاة / راحة / العوم/ الجري / التنزيه / ...
ويقول صاحب لسان العرب: السَّبْحُ والسِّباحة: العَوْمُ. والنجوم تَسْبَحُ في الفَلَكِ سَبْحاً إِذا جرت في دَورَانها. والسَّبْحُ الفَراغُ. وقوله تعالى: إِنَّ لك في النهار سَبْحاً طويلاً؛ إِنما يعني به فراغاً طويلاً وتَصَرُّفاً.... ومنه قوله تعالى: وكلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُون أَي يَجْرُونَ، كذلك قوله: والسَّابحاتِ سَبْحاً؛ هي النجوم تَسْبَحُ في الفَلَكِ أَي تذهب فيها بَسْطاً كما يَسْبَحُ السابحُ في الماء سَبْحاً؛ ..... والتَّسبيح: التنزيه. وسبحان الله: معناه تنزيهاً لله من الصاحبة والولد، وقيل: تنزيه الله تعالى عن كل ما لا ينبغي له أَن يوصف...
أكتفي بهذا القدر .. وقد اوردته للتأكيد فقط على أنَّ المعاني التي سنعتمدها هي معاني مقبولة لدى أرباب المعاجم ومستعملة في معاجمهم .. ولكنهم يتوسعون ويلحقون بها معاني أخرى لا نرى انَّنا بحاجة اليها.
عليه يمكن القول بأنَّ معنى (السبح) هو: المضي مع القانون أو الإلتزام به او تسخيره أو ركوبه أو إطاعته .. نقول كل هذا حتى نوضح المعنى قدر المستطاع، مؤكدين على أنَّ كل ذلك ليس على سبيل التساوي في المعنى وإنَّما هو من أجل الفهم والاستيضاح وإلا فإنَّ للسبحِ معنىً خاص به لا يتساوى مع غيره.
كذلك فإنَّ معرفة بعض الكائنات لصلاتها وتسبيحها تعني انَّها تعرف كيفية الإستفادة من نور الله وطاقته عبر الصلاة ليساعدها ذلك على التسبيح وهو: الانسجام مع القانون المخلوق والمحدد لها.
فهي من الصلاة تأخذ الطاقة والنور وتستخدم ما حصلت عليه في التسبيح. والتسبيح الذي يأمر الله تعالى به البشر هو: أنْ يحاول الإنسان الإنضباط مع القانون العام لله تعالى في مسعى منه للخلود والبقاء لأنَّ مخالفة أيّ قانون من قوانين الله تعالى تعني الهلاك والفناء.
فهو يسبح الله تعالى بمعنى أنَّه يحاول ينسجم مع قانونه أو يركب ذلك القانون أو ينضبط معه.
كما أنَّه يُسبِّح اسم الرب الأعلى من أجل الإندماج مع قوانينه، والسبح معها وضمنها والدوران في فلكها بشكل إرادي مقصود.
ولو تأملنا قليلا في مفهوم (المِسبَحَة التي نستخدمها عادة لعد الفاظ معينة او تفريغ طاقة عصبية) لوجدنا أنَّهُ تجسيد لما قدمناه فنحن نسمي تلك المجموعة من الخرزات الملظومة بخيط يربطها الى مدار مغلق (مِسبَحة) ولو انَّ الخيط انقطع وانفرطت تلك الحبات المخرومة لما كان مناسبا إطلاق إسم المسبحة عليها، فهي مسبحة لأنَّها تشير إلى إرتباط الحبات مع بعضها بمدار مغلق.
والنصُّ القرآنيُ التالي (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33الأنبياء21)) يشير الى نفس العملية وهي إرتباط الليل والنهار والشمس والقمر بمدارات وضوابط معينة تجعلها تدور داخلها وضمن ضوابطها.
أمّا تسبيح الملائكة فهو التزامهم بالمقرارات والقوانين التي تصدر اليهم من قبل ربهم وهو ما تشير اليه المجموعة التالية من الآيات:
• وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةً قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ (30البقرة2).
• إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسۡجُدُونَ (206الأعراف7).
• قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ (41سبأ34).
• َإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلۡمُسَبِّحُونَ (166الصافات37).
• وَٱلسَّٰبِحَٰتِ سَبۡحًا (3النازعات79).
• وَتَرَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ حَآفِّينَ مِنۡ حَوۡلِ ٱلۡعَرۡشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّ وَقِيلَ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (75الزمر39).
• ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةً وَعِلۡمًا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ (7غافر40).
• فَإِنِ ٱسۡتَكۡبَرُواْ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمۡ لَا يَسَۡٔمُونَ (38فصلت41).
• تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرۡنَ مِن فَوۡقِهِنَّ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ أَلَآ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ (5الشورى42).
إذ من الواضح – نسبيا وكما أظنُّ شخصيا - أنَّ الأمر لا علاقة له بعملية التلفظ اللساني والشفوي ببعض الجمل ليسمى تسبيحا وإنَّما هو عمل تقوم به الملائكة طاعة لربها، وربما لا تختلفون معي في هذا الأمر.
وأهم ما تجدر الإشارة اليه هنا هو أنَّ المعنى المتعارف والمشهور بيننا للتسبيح يمكن عدَّهُ معنىً سطحياً بل هو نوع من التبسيط المخلّ للمعنى للحقيقي.
فقولنا (سبحان الله) وتكرارنا لهذه العبارة ليس تسبيحا وإنَّما هو تذكير لنا بضرورة التسبيح الحقيقي إن توافرت النيّة لذلك وإلا فإنّهُ لا يعدو لأنْ يكون لغوا وكلاما بلا معنى.
والعبارة المشار اليها أعلاه (سبحان الله) هي تأكيد للمعنى الذي نشير إليه فالكلمة إشتقاق على وزن (فعلان) للإشارة الى من يرتبط به الفعل كما في قولنا (عطشان) أو (جوعان) أو (كسلان) – والإرتباط المشار اليه لا يعني بالضرورة ارتباط الفعل بالفاعل مباشرة او دون وجود مفعول به فالأمر مغرقٌ في النسبية - إذ أنَّنا نربط بين الفعل وبين شخص معين. وهو ما نقوم به في مقولتنا (سبحان الله) فنعني بها ان التسبيح لله تعالى والفعل يرتبط به على سبيل الربط للآخرين وإجبارهم على الخضوع لقوانينه وحرمانهم من إمكانية الخروج على تلك القوانين او الإفلات منها وإن حدثَ لأسباب معينة تفويض بعض الصلاحيات في مسألة الارتباط القسري بتلك القوانين والخضوع لها إلى بعض المخلوقات العاقلة المكلَّفة.
ولو أصرَّ أحدنا على ربط الموضوع بفكرة التنزيه لله تعالى لما كان للعبارة ايُّ معنى، لاحظ أنَّنا ننطق بهذه العبارة حينما نرى منظرا مذهلا في غاية الروعة والترتيب والإبداع فنقول (سبحان الله) في إشارة منا الى ربط هذا الإبداع بالله تعالى وقوانينه التي ساهمت في خلق وإنشاء ذلك الإبداع.
ونقولها أيضا حينما نريد أن نستنكر أمرا معينا ملفتين الى مخالفة هذا الأمر لقوانين الله وكونه باطلا وغير صحيح، فلو وجَّهَ أحدهم إتهاما لنا ورأيناه إتهاماً باطلا مثلا، سنقول (يا سبحان الله) ثم نبدأ في نفي التهمة مستدلين على نفينا لها بأدلَّةٍ معينة.
ويمكن التأكد من هذا المعنى بتطبيقه على كل الآيات التي وردت فيها مشتقات الجذر (سَبَحَ) والتي بلغت في النصِّ القرءانى 92 مشتقة تنوعت بين الأسماء والصفات والأفعال وتعلقت بالله تعالى وملائكته ومخلوقاته .. بل بكلِّ ما هو موجود في كونه .. وكذا بالناس أو بافرادٍ منهم.
وأفضل مجموعة من الآيات توضح لنا وتؤكد هذا المعنى هي المجموعة التي تتحدث عن التجلي الربوبي لله تعالى، كما يلي:
• أَوۡ يَكُونَ لَكَ بَيۡتٞ مِّن زُخۡرُفٍ أَوۡ تَرۡقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيۡنَا كِتَٰبًا نَّقۡرَؤُهُ قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّي هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا (93الإسراء17).
• وَيَقُولُونَ سُبۡحَٰنَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعۡدُ رَبِّنَا لَمَفۡعُولًا (108الإسراء17).
• لَوۡ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22الأنبياء21).
• قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ مَا كَانَ يَنۢبَغِي لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ وَلَٰكِن مَّتَّعۡتَهُمۡ وَءَابَآءَهُمۡ حَتَّىٰ نَسُواْ ٱلذِّكۡرَ وَكَانُواْ قَوۡمَۢا بُورًا (18الفرقان25).
• وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡحَيِّ ٱلَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِهِ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58الفرقان25).
• فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَنۢ بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنۡ حَوۡلَهَا وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (8النمل27).
• سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَزۡوَٰجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ وَمِنۡ أَنفُسِهِمۡ وَمِمَّا لَا يَعۡلَمُونَ (36يس36).
• فَسُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ (83يس36).
• سُبۡحَٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلۡعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180الصافات37).
• لَّوۡ أَرَادَ ٱللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّٱصۡطَفَىٰ مِمَّا يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ سُبۡحَٰنَهُ هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ (4الزمر39).
والملاحظة التي نُلفت إلى اشتراك الآيات بها هي: أنَّ الحديث فيها جميعا إمّا عن قانون وإمّا عن مخالفة قانون! ما يؤشر الى معنى التسبيح الوارد أعلاه.
المجموعة الثانية تتحدث بشكل واضح عن أنَّ كل ما في عالم الوجود يسبِّح لله وبحمد الله وأنَّ المخلوقات تسبحُ في أفلاكٍ خاصةٍ بها وضعها لها الله تعالى لأنَّه هو خالقها وكما يلي:
• وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعۡدُ بِحَمۡدِهِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ مِنۡ خِيفَتِهِ وَيُرۡسِلُ ٱلصَّوَٰعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمۡ يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ ٱلۡمِحَالِ (13الرعد13).
• تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44الإسراء17).
• وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ كُلّٞ فِي فَلَكٖ يَسۡبَحُونَ (33الأنبياء21)؟
• فَفَهَّمۡنَٰهَا سُلَيۡمَٰنَ وَكُلًّا ءَاتَيۡنَا حُكۡمًا وَعِلۡمًا وَسَخَّرۡنَا مَعَ دَاوُدَ ٱلۡجِبَالَ يُسَبِّحۡنَ وَٱلطَّيۡرَ وَكُنَّا فَٰعِلِينَ (79الأنبياء21).
• أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلطَّيۡرُ صَٰٓفَّٰتٖ كُلّٞ قَدۡ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسۡبِيحَهُ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ (41النور24).
• لَا ٱلشَّمۡسُ يَنۢبَغِي لَهَآ أَن تُدۡرِكَ ٱلۡقَمَرَ وَلَا ٱلَّيۡلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ وَكُلّٞ فِي فَلَكٖ يَسۡبَحُونَ (40يس36).
• إِنَّا سَخَّرۡنَا ٱلۡجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحۡنَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِشۡرَاقِ (18ص38).
• سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (1الحديد57).
• هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (24الحشر59).
• يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡمَلِكِ ٱلۡقُدُّوسِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ (1الجمعة62).
• يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ (1التغابن64).
وفي المجموعة أعلاه نجد آيات تبعث على الحيرة لو أنَّنا فسرنا التسبيح الوارد فيها على انه تنزيه لله تعالى.
فمثلا كيف تسبِّحُ الجبال مع داوود منزِهَةً الله؟ كما في النص التالي (فَفَهَّمۡنَٰهَا سُلَيۡمَٰنَ وَكُلًّا ءَاتَيۡنَا حُكۡمًا وَعِلۡمًا وَسَخَّرۡنَا مَعَ دَاوُدَ ٱلۡجِبَالَ يُسَبِّحۡنَ وَٱلطَّيۡرَ وَكُنَّا فَٰعِلِينَ (79الأنبياء21)) فالأمرُ سيكون مبهما تماما إذا قلنا انَّه تنزيه لله تعالى. بينما إذا قلنا بأنَّ الجبال تستجيب لداوود إذا ما أراد تطويعها أو تطويع أجزاء منها أو تطويع بعض العناصر منها طبقا لبعض القوانين الالهية يكون المعنى مقبولا وواضحا.
في العموم يحتاج الأمر الى محاولة خاصة وشخصية يقوم بها أيُّ متفكر لتطبيق المعنى الذي اثبتناه اعلاه على مختلف الآيات التي تضمنت مشتقات الجذر (سَبَحَ) حتى يتأكد بذاته من صحة المعنى وانطباقه في مديات واسعة. والله اعلم
عليه نعود لتلخيص ما اوردناه فنقول بانَّنا نعتقد أنَّ معنى التسبيح المشار اليه في الآيات التي تتحدث عن يونس في الآيات التالية: (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ (139الصافات37) إِذۡ أَبَقَ إِلَى ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ (140الصافات37) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُدۡحَضِينَ (141الصافات37) فَٱلۡتَقَمَهُ ٱلۡحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٞ (142الصافات37) فَلَوۡلَآ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ (143الصافات37) لَلَبِثَ فِي بَطۡنِهِٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ (144الصافات37)) هو التالي:
إنَّ يونس كان في مرحلة من مراحل حياته من الملتزمين بقوانين الله والطائعين لأوامره ونواهيه، وقد ارتكب في مرحلةٍ لاحقة مخالفة – في حسابات القوانين الإلهيِّةِ - عندما تصور لنفسهِ مكانةٍ خاصةٍ عند الله تعالى، متوهما بأنَّ الله تعالى لن يقدِّر عليه ويضيّق، وهو الأمر الذي كان لابدَّ أنَّ يترك أثرا على عاقبته..
لذا صدر القرار السماوي بتعريضه لمخمصمة معينة ثم مساعدته في محنته، فكان – وكما هو محتمل من النصِّ – أنَّ السماء تخلت عنه حال المساهمة – بوضع السهم الخاص به في القرعة - و توجيه المساهمة بطريقة تؤدي الى وضعه في ذلك المأزق ثم مساعدته لاحقا ليعود الى رشده ويعود الى الثقة بربه.
ويمكن تصور السيناريو المفترض للقصة – والله اعلم بما كان هو الحق – كما يلي:
أنّ يونس لمـّا تصور أنَّ العذاب سيحلُّ بقومه وتأكد تماما من ذلك ووثق بوقوعهِ إعتمد على حدسهِ ذاك واستقر في نفسه ان العذاب واقع بقومه ولكنَّهُ حينما رأى ان العذاب لم يحلّ بهم غضب معتبرا أنَّ إصدار العفو عنهم بعدم نزول العذاب هو نوع من إثارة الشبهة حول صدقيته فقد جرى وضعه في موضع التشكيك في نظرهم.
فرحل عنهم غضباناً وركب السفينة التي تعرضت بدورها أثناء الرحلة إلى خطر الغرق نتيجة تحميلها بعدد اكبر من المسافرين مما تتحمله وهو ما يتضح من التعبير (المشحون) – كما هو حال سفن طالبي اللجوء التي نسمع عن تحطمها بين الحين والآخر بالقرب من الشواطئ الايطالية – قرر قائد السفينة التخلي عن بعض الركاب بوضعهم خارج السفينة في قوارب النجاة الصغيرة وتمَّ اتخاذ القرار باختيار الأفراد بالمساهمة في قرعة عادلة (فساهم) بمعنى ان يضع كل واحد من الركاب سهما مكتوب عليه اسمه ويجري الاقتراع والسحب العشوائي فمن خرج اسمه وضع في القارب الصغير (الحوت) واُلقِيَ في البحر لمواجهة مصيره المجهول إنقاذا للبقية من الهلاك المحتوم.
والآيتين (فَلَوۡلَآ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ (143الصافات37) لَلَبِثَ فِي بَطۡنِهِٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ (144الصافات37)) تتحدث عن العفو الإلهي الربوبي الذي صدر عن يونس نتيجة كونه سابقا من ذوي الإلتزام بقوانين الله تعالى و أوامره ونواهيه .. وأنّه لولا ذلك للبث في بطنه (أي للبث في بطن نفسه كالنائم الذي لا يشعر بجسمه اثناء النوم وحينما يرى أحلاما في المنام) وهو أمر ينطبق على كل إنسان يموت حيث سيكون لابثا في بطنه.
وإلا فإنَّ من المحال بقاء حوت ما (الحيوان المعروف) حيَّا الى يوم يبعثون كما لا يحتمل إمكانية بقاء أحد في بطنه حيا يمارس التلفظ بعبارة (سبحان الله). ناهيك عن ان الحوت بطبيعته نباتي وليس من الحيوانات اللاحمة.
والحقيقة اننا في محاولتنا لفهم النص بأدوات (المنهج اللفظي الترتيلي) نحتاج الى التعرف على المعنى الدقيق للجذر (بَطَنَ) والذي لايعتبر أمرا معقدا نتيجة قلَّة عدد المشتقات الواردة لهذا الجذر في النص القرآني.
وردت مشتقات الجذر (بَطَنَ) في 25 موضعا من القرءان الكريم وكما يلي:
• مرتين بصيغة الفعل الماضي المطابقة للجذر اعلاه.
• مرة واحدة بمعنى (بَطْنٌ) في إشارة الى داخل حدود الشي في عبارة (بطن مكة).
• مرة واحدة بصيغة (بِطانةٌ) في إشارة الى ما نطلق عليه اليوم (منا وفينا).
• اربع مرات في اشارة الى بطون النساء التي يتم فيها خلق الأجنة.
• مرتان للإشارة الى بطون الأنعام.
• مرة واحدة للإشارة الى ما في بطون الماء من أمور مؤثرة في المواد الأخرى.
• مرة واحدة للاشارة الى ما في بطون الثمرات.
• ست مرات للإشارة الى نفس الإنسان وما يستهلكه ليصبح جزءا من تكوينه سواء النفسي أو البدني.
• مرة واحدة للتعبير عن الذات أو النفس.
• مرة واحدة لم أفهمها بالضبط ولكني اعتقد انها تشير الى الجزء المعروف من البدن على إنه البطن. وقد يكون اشارة الى الكائنات الخفية التي لا جسم مادي واضح لها.
• مرة واحد في إشارة الى أنَّ الله تعالى هو الباطن وهو الظاهر.
• أربعُ مراتٍ للإشارة الى بواطن الامور.
عموما فإنَّ افضل ما يمكننا الإستفادة منه لفهم المعنى بشكل دقيق هو المجموعة التالية:
• إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَشۡتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ مَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ إِلَّا ٱلنَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174البقرة2).
• إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلۡيَتَٰمَىٰ ظُلۡمًا إِنَّمَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ نَارًا وَسَيَصۡلَوۡنَ سَعِيرًا (10النساء4).
• يُصۡهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمۡ وَٱلۡجُلُودُ (20الحج22).
• فَإِنَّهُمۡ لَأٓكِلُونَ مِنۡهَا فَمَالُِٔونَ مِنۡهَا ٱلۡبُطُونَ (66الصافات37).
• كَٱلۡمُهۡلِ يَغۡلِي فِي ٱلۡبُطُونِ (45الدخان44).
• فَمَالُِٔونَ مِنۡهَا ٱلۡبُطُونَ (53الواقعة56).
هذه المجموعة تشير الى سريرة الانسان وكيف أنَّها تتأثر بما يقوم به في الواقع الخارجي كما هو واضح في الآية 174 من سورة البقرة حيث يقول النص: بانَّ اُولئك الذين يكتمون ما انزل الله تعالى من الكتاب ويحاولون أن يستفيدوا من معلوماتهم تلك فوائد مادية فانهم يأكلون النار في بطونهم.
واكل النار في البطون لا يمكن أن يكون تعبيرا عن عملية أكل بالطريقة المتعارفة بيننا وإنَّما هو استهلاك لطاقة سالبة ستبقى في نفس الإنسان لتتحول الى نار تحرقه في الآخرة، لأنَّ من الضروري إطلاق تلك الطاقة السالبة لإعادة التوازن الى الكون.
والامر ينطبق على سائر الآيات في المجموعة. فالبطن تشير الى الداخل النفسي للإنسان ولا تشير الى مجرد ذلك الجزء من الجسم وإنْ كان ذلك العضو من الجسد هو احد مصاديق المعنى العام للجذر.
نُذكِّر هنا باننا نعتمد في المنهج اللفظي على المعنى المفهومي للكلمة وليس على المعنى المصداقي الذي لا نقبل به إلا بقرينة وإذا فرض علينا السياق ذلك.
فنحن ندَّعي بان للكلمة معنى مفهومي عام واحد وعدة مصاديق في الواقع فالبطن هو: داخل الشيئ.
ومن مصاديقه: البطن البدنية التي تحتوي على المعدة والامعاء لدى الجنسين وعلى الرحم لدى النساء والذي تتكون فيه الأجنَّة.
ومن مصاديقه ايضا: باطن الأمر في مقابل ظاهره.
ومن مصاديقه ايضا: باطن الإنسان بمعنى ما يخفيه من صفات أخلاقية وقدرات معنوية مختلفة وهكذا.
عليه فإنَّ عملية الجمع بين المعاني التالية ستؤدي بنا إلى نتيجة معينة:
• (الحوت) يعني: القارب الصغير، مستنتجين ذلك من قصة موسى مع العبد المأتي علما، حيث انهما نسيا قاربهما فانسرب في البحر. ومن فرض يوم السبت على بني إسرائيل حيث كانت تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم بمعنى أنَّ ارباب العمل يأتون اليهم في يوم الراحة ويعرضون عليهم العمل بينما لا يأتونهم في الأيام الأخرى، فهم كانوا يقومون بعملية الصيد بسفن شراعية صغيرة تسمى الحيتان. والقول أنّها شُرعا يعني أنَّها مستعدة للابحار والقيام بالصيد).
• (بطن يونس) التي تشير إلى: ذاته ونفسه وباطنه.
• (التسبيح) الذي يشار به الى: عملية الدوران في فلك القانون والإلتزام به.
فيكون المعنى المتحصل من الآية هو:
أنَّ يونس كان يمكن أن يموت من الجوع والعطش لو بقي دون رحمة ومتابعة من ربه في ذلك البحر وحده في قارب صغير تتلاطمه الامواج وتُركَ للقانون الطبيعي ليأخذ مجراه، وإذا مات كان سيبقى منفصلا عن الواقع الخارجي في هذه الدنيا مكورا على ذاته في حياة برزخية في انتظار البعث ليوم القيامة منطويا على ذاته ومخبوءا في بطنه المعنوية كالنائم الذي يفقد إتصاله بالعالم الخارجي ويستشعر وجوده وشخصيته لكنه يشعر في الوقت ذاته بانه غير مقيد بجسد.
ولكنَّ الذي حصل هو ان رحمة ربه تداركته و أوصلته بطريقة وبأخرى الى شاطي معين بعد معاناة في البحر طالت لمدةٍ معينة كما يشير إليه النص التالي (فَنَبَذۡنَٰهُ بِٱلۡعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٞ (145الصافات37).
وبعد ذلك (وَأَنۢبَتۡنَا عَلَيۡهِ شَجَرَةً مِّن يَقۡطِينٖ (146الصافات37) أُعيدت اليه صحته بطريقة من الطرق .. وربما تكون شجرة اليقطين اشارة الى نبوت اللحم وعودة جسده الى حالته الصحية السابقة أو قد يكون نوعا من الاشجار التي كانت موجودة في تلك البقعة ساهمت في حمايته واعادة الحياة اليه .. ربما هناك اكثر من سيناريو يصلح لفهم هذه القضية وهي كيفما كانت فهي دون ادنى شك قضية طبيعية.
وما حصل مع يونس يشبه تماما ما حصل مع ذلك الذي تشير النصوص القرءانية إلى أن الله تعالى أماته مائة عام ثم بعثه. والذي يبدو انه تعرض الى عملية تجميد او ما شابه ذلك كما يحصل اليوم مع انواع كثيرة من الحيوانات التي تموت تماما وتعود الى الحياة بعد مدة تطول وتقصر ضمن عملية إحيائية لا زال العلماء عاجزين عن تفسيرها بالكامل. فهناك انواعا من الضفاع في امريكا وهناك انواعا من الاسماك في افريقيا تفارق الحياة تماما وتتعرض الى عملية اشبه بالتجميد الكامل ثم تعود الى الحياة مرة اخرى في حالة الضفاع قد تصل الفترة الى اشهر وفي حالة الاسمال قد تصل الفترة الى سنوات.
والنص الذي تحدث عن ذلك اشار الى عملية نشوز العظام وهو بروزها نتيجة ذوبان الشحم وقلّة اللحم كما في الصور التي نراها عن الناس المتعرضين للمجاعات. ثم الحديث عن اكساء العظام لحما. والله اعلم
المهم أنَّنا نؤكد على أنَّ النصوص القرءانية التي وردت فيها مشتقات الجذر (سَبَحَ) لا تشير الى مجرد الترديد اللفظي لعبارة (سبحان الله) أو (سبحان ربي) وهو ما يوصلنا الى المعاني التي توصلنا إليها ملفتين إلى انَّنا اعتمدنا في الأصل على دراسة المعاني بطريقتنا الترتيلية التي تعتمد على متابعة الالفاظ المختلفة عبر عملية ترتيليها في مجموعات مختلفة في كل مرة.
وقد حاولنا إختصار الامر قدر الامكان حرصا على عدم تشتيت انتباهكم.
وإلا فان الموضوع بحاجة الى تفاصيل دقيقة ليكون اكثر وضوحا وهو ما سنوكله الى مناسبة اخرى بإذن الله.
التعليقات على الموضوع (22)