الشهادة
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما فهم صديقي الألماني معنى الإسلام واعترف به قلت له أن الإسلام ينص بأن نشهد أن لا إله إلا الله. فسألني متعجبا: لماذا يجب أن أقول هذا ما دمت أؤمن في قلبي بأن الله واحد؟ وهذا بالفعل ما يفهمه أكثر الناس. وللأسف أكثرهم يجادل في كيفية قول الشهادة دون الفهم ما هي.
والآية التي توضح هذا الأمر هي 7:172 (الأعرف)
7:172 (وإذ أخذ ربك من بني ءادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيمة إنا كنا عن هذا غفلين)
7:173 (أو تقولوا إنما أشرك ءاباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون)
وهنا يؤكد لنا الله عز وجل بأننا سنسأل عن ذلك يوم القيامة والسؤال سيكون: "ألست بربكم". فماذا سيكون جوابك؟ أليس الرب هو الذي خلقك فسواك ثم عدلك والذي أراك من ءاياته في السماوات وفي الأرض؟
فما دخل محمد أو علي بهذا؟
وأين شهدت محمد؟
ألم يخبرك العالم الشهيد عن محمد؟
فكيف تشهد لمن أخبرك أمرا لا تعرفه إلا منه؟
2:133 (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله ءابائك إبرهۧم وإسمعيل وإسحق إلها وحدا ونحن له مسلمون)
وهل نستطيع أن نقول أننا شهدنا يعقوب حين حضر الموت؟ بالطبع لا ! ولكننا نؤمن ولله الحمد بمصداقية هذا النبأ بما فيه من منطق وتعقل.
تعريف الشهادة
من المعروف أن أول ركن في الإسلام هو أن يشهد الشخص بأن لا إله إلا الله، وللأسف يظن أكثر الناس أن الدخول في الأسلام هو أن يتفوه المرء بالشهادة وحينها يكون قد أصبح مسلما. بالطبع، الدخول في الإسلام هو أول خطوة نقوم بها حين أمرنا الله أن ندخل في السلم كافة (2:208) وأن نسلم وجهنا لله ونحن محسنين (2:112)، وأن نفعل ما يأمره الله باجتنابنا المعاصي والإبتعاد عن المحرمات وتعظيم شعائر الله (22:32) بما فيها من إقامة الصلوة وإيتاء الزكوة
2:208 (يأيها الذين ءامنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوت الشيطن إنه لكم عدو مبين)
2:112 (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
22:30 (ذلك ومن يعظم حرمت الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعم إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثن واجتنبوا قول الزور)
22:32 (ذلك ومن يعظم شعئر الله فإنها من تقوى القلوب)
الشهادة للنبي
سورة المنافقون تعطينا وصف كامل عن هؤلاء الذين يتكلمون في الدين والذين يظنهم الجاهل بكتاب الله أنهم يعلمونه علم اليقين ولكنهم أمام الله ما هم إلا منافقون معتادين على الكذب وتلفيق القصص التي لا دخل لها بدين الله:
63:1 (إذا جاءك المنفقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنفقين لكذبون)
63:2 (اتخذوا أيمنهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون)
63:3 (ذلك بأنهم ءامنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون)
أول دجل ونفاق يخرج من أفواه هؤلاء هو شهادتهم للرسول بأمر لم يأمرهم به الله. فماذا يريدون أن يقولوا أمام ربهم؟ هل يريدون أن يقولوا: بأنك يا رب قد بعثت لنا الرسول ونحن نشهد ذلك! لا هم كاذبون ولم يشهدوا ما بعث الله، ولكن الرسول هو من يشهد عليهم وليس العكس:
16:89 (ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتب تبينا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين)
فالله قد بعث رسوله بعلمه وحكمته للبشر فما هي الحاجة بأن نشهد للرسول؟ أولم يكفي أن الله على كل شيء شهيد، أولم نؤمن بالله ونصدقه بأن محمد رسول الله وخاتم النبين. فشهادتنا أمام الله ما هي إلا الإجابة على السؤال الذي وضعه الله لنا "ألست بربكم" والذي لا نقدر الإجابة عليه إلا إذا تفكرنا في خلق السموات والأرض وإختلاف الليل والنهار وفي أنفسنا، أن الملك والخلق لله جميعا، لا إله إلا هو العزيز الحكيم، كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم يوم القيامة لا ريب فيه. فالشهادة ليست صف كلام يخرج من الأفواه دون أن تدري به القلوب بل هي علم بحد ذاته ومعرفة يقينية بوجود الخالق المبدع، رفيع الدرجات.
وأما عن الشهدتين فما هي إلا كذبة إخترعها السلف ولم يأتي بها أي نص قرءاني يثبتها ولا يجوز الشهادة إلا لله الواحد القهار وإضافة اسماء أخرى بجانب إسم الله هي بدعة أحدثتها البشر ليمجدوا أنفسهم وآبائهم الأولين، لم ينزل الله بها سلطان. فكن حذرا أخي المسلم من الشرك والمشركين.
39:45 (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالأخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون)
التعليقات على الموضوع (29)