خدعة التواتر في عبادات الإسلام
المقصود بالتواتر هنا هو أخذ العبادات عن طريق الوراثة من الآباء على أمل أنها هكذا تم أخذها عن الرسول الكريم، ولم يطرأ عليها أي تغيير، والدليل أن الجميع متفق على ذلك.
ولكن السؤال المطروح هل هكذا هو دين الله تعـٰلىٰ الذى يترتب على أحكامه وعبادته الحساب يوم القيامة والثواب أو العقاب الأبدى؟ هل حفظ الله تعـٰلىٰ جزء من دينه داخل القرءان الكريم وترك جزء آخر لأهواء البشر والوراثة عن الآباء!
لقد ظهر في زماننا هذا بحمد الله تعـٰلىٰ من إكتشف زيف ما يُسمى بكتب السنة وما بها من روايات وتحريف كتبه البشر بأيديهم وتم جعلها زوراً وبهتاناً المصدر الثانى للتشريع بجانب القرءان الكريم.
ولكن بقى الكثير من الموروث ثابتاً في أذهان البعض الذىن يجدون صعوبة في مصارحة أنفسهم والإعتماد فقط على القرءان الكريم مصدراً وحيداً للأحكام والعبادات، فتشبثوا بما يسمى السنة العملية أو التواتر كوسيلة جديدة لتبرير الإختلاف بين العبادات والأحكام التي يعتقدونها والعبادات والأحكام الموجودة في كتاب الله المحفوظ.
ويبدو أن ذلك محاولة لطمأنة النفس أن ما تم وراثته عن الأباء الأولين بصرف النظر عن إختلافه مع ماورد في القرءان هو محفوظ من الله تعـٰلىٰ ويسمى السنة العملية أو التواتر أباً عن جد حتى الوصول إلى النبى عليه السلام.
هل هناك دليل على تواتر العبادات أو السنة العملية
لم ترد هذا المصطلاحات في القرءان الكريم ولا مرة واحدة، ولا يوجد عليها أي دليل من رب العـٰلمين سبحـٰنه أنه قد أخبرنا في كتـٰبه المحفوظ أنه يوجد هناك عبادات أو تفاصيل لعبادات قد كتبها على البشر وعلينا أن نبحث عنها هنا أو هناك أو أننا سنرثها من الآباء.
ولم يرد في القرءان أن إجتماع الناس على شئ من الدين هو دليل على أنه صحيح ومن وحي السماء، بل جاء في القرءان الكريم عكس ذلك ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِى الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116)﴾ سورة الأنعام
وعلى مايبدو أن موضوع التواتر والسنة العملية لا يختلف عن موضوع كتب الروايات التي كتبها البشر وتم جعلها مع كتاب الله تعـٰلىٰ مصدراً ثانى لأحكام وعبادات الإسلام، فالتواتر والسنة العملية هو مصدر ثالث تم إبتداعه لتمرير التحريف في دين الله تعالى.
من أين نأخذ تفاصيل العبادات؟
هذا السؤال يطرح نفسه دائماً عند نقض الإعتقاد بوجود السنة المكتوبة والسنة العملية. وحسب ما أرى فإن هذا السؤال في جوهره خاطئ لإنه يفترض مسبقاً أن العبادات الموجودة في القرءان ناقصة ولابد أن لها تفاصيل.
فلم يخبرنا الله تعـٰلىٰ بأن هناك تفاصيل آخرى ليست موجودة في القرءان بل أخبرنا العكس أن القرءان كاملاً وكافياً ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)﴾ سورة العنكبوت
وعلى ما يبدو أنه من أراد أن يحتاط في دينه وأن يتبع ما كتب الله على عباده ولا يشرك في حكمه أحداً، ليس أمامه مصدر يقين سوى القرءان الكريم، فما احتواه القرءان من عبادات هو ما أراده الله تعالى، وما لم يرد في القرءان الكريم فهو تحريف وإضافه من البشر.
فالبحث عن تفاصيل ملابس الإحرام والوقوف بعرفات أوعيد الأضحى في القرءان هو من العبث لإنها غير موجودة، لكونها إضافات بشرية ليست من عند الله تعالى. (راجع موضوع حقائق عن الحج من القرءان الكريم)
وكذلك البحث عن عدد ركعات الصلوٰة أو صيغة التشهد، كيفية صلوٰة الجنازة، صلوٰة العيدين أو صلوٰة الخسوف.
وأيضاً البحث عن تفاصيل الزكوٰة أو مقدار زكوٰة الفطر أو أنواع الزكوٰة التى تم تأليف الكتب فيها ( زكوٰة الثمار، زكوٰة الزروع، زكوٰة المال، زكوٰة الأنعام، زكوٰة التجارة، زكوٰة المعدن، زكوٰة الركاز، زكوٰة العسل، زكوٰة الخارج من البحر، زكوٰة الفطر).
مع العلم أن كلمة الزكوٰة الواردة في القرءان الكريم ليس لها علاقة بدفع المال، أما دفع المال فجاء في القرءان الكريم بهذه المصطلاحات الثلاثة: الإنفاق، الصدقة وإيتاء المال (راجع مقال معنى الزكوٰة في القرءان الكريم)
وهكذا هو الأمر بكل وضوح وصدق فإن هذه التفاصيل وغيرها غير موجودة فى القرءان الكريم لإنها ليست من الله تعـٰلىٰ بل هى من إضافات إبليس وأعوانه من شياطين الإنس ﴿ قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنىِ لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَ ٰطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ (16)﴾ سورة الأعراف
والله تعـٰلىٰ أعلم
التعليقات على الموضوع (45)