مفهوم الشكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الشكر فى الكتاب هو ليس قولًا وإنما عملًا، وهذا العمل يشمل الإنفاق بالدرجة الاولى من مال أو من طعام أو أى شىء يُقدم. والوجهة منه هو إبتغاء رضا الله وإبتغاء فضله فى الدنيا والاخرة. وهذا هو ملخص المفهوم. أما الأيات التى تثبت ذلك فسوف نتطرق إليها.
وإذا كان الشكر قولًا فهذا أمر يسير يفعله حتى أكبر المنافقين والمشركين فكلنا يعلم أن القول ما أسهله حتى فى الإيمان، ولكن العمل والأفعال فى جميع الأحوال والظروف أو فى السراء والضراء تبين نوع المؤمن كما بين الله ذلك فى ءاياته البينات.
(الٓمٓ ١ أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢ وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ ٣ أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّئَِّاتِ أَن يَسۡبِقُونَا سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ ٤ مَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لَأٓتٖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ٥ وَمَن جَٰهَدَ فَإِنَّمَا يُجَٰهِدُ لِنَفۡسِهِٓ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٦) العنكبوت
فالجهاد قد لُبس اليوم على معظم الناس بأنه القتال، ولكن الله لا يقول ذلك لان الجهاد غير مقتصرًا على القتال. بل ان القتال هو أخر ما يمكن أن يفكر فيه المسلم لأن الله لا يأمر بقتال حتى الاعداء ان لم يعتدوا. وان الله مع المتقين الذين يتقون القتل والفتن ويسعون الى الرحمة والصلوات وايتاء الزكوة.
وجهاد النفس يشمل أمورًا كثيرة منها الصبر ومنها إنفاق مما نحب لأجل رضا الله، وهذا نوع من الشكر ومنها أن نعفو ونصفح ونتقى وأن نقول للناس حسنى وأن لا يغتب بعضنا البعض، وأن لا نرمى الأخرين بالبهتان، وأن نبر بالوالدين والاقربين وعمومًا هو الصبر فى المصائب والضر وعدم الفرح والفخر بما أتانا وتجنب شح النفس، والإنفاق من رزق الله، وأن لا تكون الدنيا هى الشاغل الأوحد للإنسان.
(ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞ وَزِينَةٞ وَتَفَاخُرُۢ بَيۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرٞ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِ كَمَثَلِ غَيۡثٍ أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰمًا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٞ شَدِيدٞ وَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٞ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ ٢٠ سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أُعِدَّتۡ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ٢١ مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ ٢٢ لِّكَيۡلَا تَأۡسَوۡاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا تَفۡرَحُواْ بِمَآ ءَاتَىٰكُمۡ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٍ ٢٣ ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ وَيَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ ٢٤) الحديد
ثم نأتى هنا إلى الأيات التى تخص مفهوم الشكر:
(إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞ وَٱللَّهُ عِندَهُٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ ١٥ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ وَٱسۡمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنفِقُواْ خَيۡرًا لِّأَنفُسِكُمۡ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٦ إِن تُقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنًا يُضَٰعِفۡهُ لَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ١٧ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ١٨) التغابن
فالذى يُقرض الله قرضًا حسنًا ومن طيبات ما رزقه وينفق مما يحب فإن الله شكور، يعنى يجزيه مقابل ذلك العمل ويعطيه من فضله وهو حليم يعفى عن السوء ويمحو السيئات. وهو عالم الغيب بما يفعل الانسان فى سره وعلنه. وهو عزيز حكيم يعلم كيف يحكم على هذه النفس التى هو قائم عليها، عالم الغيب والشهادة. ويبين لنا الله فى بداية الأيات أن الأموال والأولاد فتنة للناس، فيختبرهم فيما أتاهم من رزق، فهل سيبخلون بما فضلهم من هذا الرزق على الأخرين، أم سينفقون كما وصاهم ليجزيهم بأحسن ماعملوا وهو الغفور الشكور. كما يختبرهم بالأولاد، فهل سيسرفون فى الإنفاق عليهم ويبذرون متناسين واجبهم تجاه الوالدين والاقرباء والمساكين والفقراء!
فقد سأل المؤمنون الرسول عن ماذا ينفقون فقال لهم من ربه وليس من عنده بالطبع، لانه لا يعلم إلا بما علمه الله وما أنزل عليه:
(يَسَۡٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلۡ مَآ أَنفَقۡتُم مِّنۡ خَيۡرٖ فَلِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٞ ٢١٥) البقرة
وسألوه مرة اخرى ماذا ينفقون فأجابهم من ربه:
(...وَيَسَۡٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ ٱلۡعَفۡوَ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ ٢١٩) البقرة
الله بين لهم ماذا ينفقون، والعفو هنا يعنى أنه لا توجد نسبة محددة بل هو متروك للناس، فالذى يريد أن يكون عبدًا شكورًا ويبتغى الاخرة وشكرًا من الله جزاءًا، فسينفق اكثر من غيره وكلٌ حسب تقربه إلى الله. والله سيعطى كل ذى فضل فضله والناس ليسوا سواء بل لكل درجات مما عملوا. ويبين لهم أن هذا الأمر وهو العفو مما ينفقون لكى يتفكروا بالدنيا والاخرة ويضعوا ميزان لأنفسهم، كما بين ذلك فى ءاية اخرى وقال:
(وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ وَأَحۡسِنُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ١٩٥) البقرة
وكذلك
(وَلَا تَجۡعَلۡ يَدَكَ مَغۡلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبۡسُطۡهَا كُلَّ ٱلۡبَسۡطِ فَتَقۡعُدَ مَلُومًا مَّحۡسُورًا ٢٩ إِنَّ رَبَّكَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرَۢا بَصِيرًا ٣٠) الإسراء
فيجب أن يضع المؤمن ميزانًا لإنفاقه، فالله قد قسم المعيشة بين الناس وهو يعلم كيف تكون هذه القسمة فليس الايمان هو المعيار للغنى والفقر وانما هو ابتلاء للفقير والغنى. وقد بين لنا الله حكمه وعلمه بالعباد من خلال قصة العبد الذى اتاه الله علمًا وكان معه موسى الذى لم يصبر فى كيفية حكم الله فى عباده وكلها رحمة وبلاء فسبحان عالم كل شئ والقائم على كل نفس، عالمًا ماتسر وتعلن وما تخفى الصدور.
(فَأَمَّا ٱلۡإِنسَٰنُ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ رَبُّهُ فَأَكۡرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَكۡرَمَنِ ١٥ وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ فَقَدَرَ عَلَيۡهِ رِزۡقَهُ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَهَٰنَنِ ١٦) الفجر
وقال أيضًا:
(كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِ وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةً وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ ٣٥) الأنبياء
وأيضا تلك الأيات العظيمة التى قال فيها:
(وَإِذَآ أَذَقۡنَا ٱلنَّاسَ رَحۡمَةً فَرِحُواْ بِهَا وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ إِذَا هُمۡ يَقۡنَطُونَ ٣٦ أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ٣٧ فََٔاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٣٨) الروم
الأيات أعلاه تغنينا عن أى إيضاح أو كلام لمن أراد أن يتدبرها بتمعن وبتفكر فمن يؤمن بالله يهدى قلبه ويجعله من أولى الأيدى والأبصار ويؤتيه الحكمة، ويهديه إلى علم لا يهتدى إليه الكثير من الناس. وكل بمشيئة الله وعلمه بعباده وكما قال أبو يوسف لبنيه انى أعلم من الله ما لاتعلمون.
(رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفِۡٔدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَشۡكُرُونَ ٣٧) إبرٰهيم
يبين لنا الله هنا من دعاء إبرٰهيم ربه بأنه قد اسكن من ذريته عند البيت ليقيموا الصلوٰة، وأن يجعل أفئدة الناس تهوى إليهم ليتعلموا منهم ذكر الله ويقيموا لهم الصلوٰة، يعنى يتلون عليهم ءايات الله والحكمة ليخرجوهم من الظلمات الى النور. فكان ذلك البيت هو أول مكان يُقبل إليه الناس ليتعلموا من ذكر الله والحكمة لذلك كان منذ زمن ابراهيم هو قبلة أو مكان يُقبل إليه من يريدون التطهر والتزكى والشكر.
فالقبلة هو المكان الذى يقبل إليه الناس لغرض معين، والبيت الحرام الغرض منه ذكر الله وإقامة الصلوٰة فيما بينهم، وتَعلم الحكمة والتطهر والشكر. وهذا هو معنى القبلة وليس معناها ان نقف ونتجه باتجاه معين.
ونعود لموضوعنا فقد دعا ابراهيم ربه أن يرزقهم من الثمرات ليشكروا، ويكون الشكر هنا هو أن ينفقوا مما رزقهم الله وليس أن يقولوا لله شكرًا. وإنما أن ينفقوا مما رزقهم من ثمرات كل شىء، والثمر هو كل ما يجنيه الانسان من رزق.
(وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلۡأَرۡضُ ٱلۡمَيۡتَةُ أَحۡيَيۡنَٰهَا وَأَخۡرَجۡنَا مِنۡهَا حَبًّا فَمِنۡهُ يَأۡكُلُونَ ٣٣ وَجَعَلۡنَا فِيهَا جَنَّٰتٖ مِّن نَّخِيلٖ وَأَعۡنَٰبٖ وَفَجَّرۡنَا فِيهَا مِنَ ٱلۡعُيُونِ ٣٤ لِيَأۡكُلُواْ مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتۡهُ أَيۡدِيهِمۡ أَفَلَا يَشۡكُرُونَ ٣٥) يس
كل تلك النعم أفلا يشكرون ويعطون مما رزقهم الله من طيبات؟
(أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا خَلَقۡنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتۡ أَيۡدِينَآ أَنۡعَٰمًا فَهُمۡ لَهَا مَٰلِكُونَ ٧١ وَذَلَّلۡنَٰهَا لَهُمۡ فَمِنۡهَا رَكُوبُهُمۡ وَمِنۡهَا يَأۡكُلُونَ ٧٢ وَلَهُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشۡكُرُونَ ٧٣) يس
وقال أيضًا:
(وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ كَانَ سَعۡيُهُم مَّشۡكُورًا ١٩ كُلًّا نُّمِدُّ هَٰٓؤُلَآءِ وَهَٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا ٢٠ ٱنظُرۡ كَيۡفَ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ وَلَلۡأٓخِرَةُ أَكۡبَرُ دَرَجَٰتٖ وَأَكۡبَرُ تَفۡضِيلًا ٢١) الإسراء
فالسعي المشكور من الله هو أن يجزيهم الله أجرهم ويعطيهم من فضله ويزيدهم حسنًا.
(يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ وَيَخَافُونَ يَوۡمًا كَانَ شَرُّهُ مُسۡتَطِيرًا ٧ وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسۡكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ٨ إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءً وَلَا شُكُورًا ٩ إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوۡمًا عَبُوسًا قَمۡطَرِيرًا ١٠ فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةً وَسُرُورًا ١١ وَجَزَىٰهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيرًا ١٢ مُّتَّكِِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِ لَا يَرَوۡنَ فِيهَا شَمۡسًا وَلَا زَمۡهَرِيرًا ١٣ وَدَانِيَةً عَلَيۡهِمۡ ظِلَٰلُهَا وَذُلِّلَتۡ قُطُوفُهَا تَذۡلِيلًا ١٤ وَيُطَافُ عَلَيۡهِم بَِٔانِيَةٖ مِّن فِضَّةٖ وَأَكۡوَابٖ كَانَتۡ قَوَارِيرَا۠ ١٥ قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرًا ١٦ وَيُسۡقَوۡنَ فِيهَا كَأۡسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا ١٧ عَيۡنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلۡسَبِيلًا ١٨ وَيَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيۡتَهُمۡ حَسِبۡتَهُمۡ لُؤۡلُؤًا مَّنثُورًا ١٩ وَإِذَا رَأَيۡتَ ثَمَّ رَأَيۡتَ نَعِيمًا وَمُلۡكًا كَبِيرًا ٢٠ عَٰلِيَهُمۡ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضۡرٞ وَإِسۡتَبۡرَقٞ وَحُلُّوٓاْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٖ وَسَقَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ شَرَابًا طَهُورًا ٢١ إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمۡ جَزَآءً وَكَانَ سَعۡيُكُم مَّشۡكُورًا ٢٢) الإنسان
اكتفي بهذه الأيات وبقية التدبر لكم، وما كان ذلك إلا تذكرة وتنفيذًا لامر الله فى ما أمرنا به فقال:
(لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۢ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمًا ١١٤) النساء
والحمد لله رب العالمين
التعليقات على الموضوع (3)