المنهج اللفظى الترتيلى
هذه محاولة لعرض منهجية جديدة فى قرءاة النص القرءانى. وأسباب هذه المحاولة عديدة من أهمها وجود فجوة كبيرة بين إدعاء المسلمين بأن القرءان كتاب يدعو للرحمة والحضارة وبين سلوكياتهم اليومية من حدة وإقصائية وتكفير ورفض الطرف الأخر. ومن المعروف لدى الكثيرين أن العديد من الحركات المتطرفة تبرر فكرها من قتل ومحاولة التخلص من المعارضين على أنه تشريع إسلامى ومبنى على نصوص من القرءان بذاته. وهذا أمر خطير ودعى إلى الحاجة لقرءاة منهجية جديدة للنص القرءانى.
شروط البحث عن المنهجية الجديدة محددة فى أربعة نقاط موجزها: التفريق بين قداسة النص القرءانى وعدم قداسة فهم هذا النص، مكان هذا البحث العلمى الذى هو في طور التأسيس والبناء هو المحافل العلمية. وماهو مقدم هنا هو تعريف بالمنهج واستعراض لبعض نتائجه، وأن الآراء الواردة فيه تتمحور حول الدليل، علمًا بأن الفهم الجديد في الأعم الأغلب أمر ظنىّ، والمطلوب هو الاستماع والأخذ بأحسن القول.
إن هذا المنهج ليس إختراعًا جديدًا وإنما هو تكميل وتطوير، حيث أن المناهج تتكامل عبر السنين، وقد تم إطلاق اسم مؤقت على هذا البحث وهو "المنهج اللفظى الترتيلى".
ويقوم المنهج على فكرة وجود معانى موحّدة للألفاظ وعدم الحاجة إلى تغيير المعنى في المواضع المختلفة، وأخيرًا يقوم هذا المنهج على فكرة المعانى المفهومية ما لم ترد قرينة على المعنى المصداقى. ويعتمد المنهج على ثوابت أساسية أهمها:
أن القرآن كتاب سماوى، وإرشادى يعكس صورة عن قوانين الكون، ولا يتضمن تناقضًا أو اختلافًا، وأنه يساعد في فهم اللسان العربى وقواعده وقوانينه وأسسه.
وأبرز قواعد المنهج اللفظى الترتيلى فهى:
• الاعتماد على ثوابت المنطق الإنساني الفطرية الأساسية، وصحة هذه الثوابت المنطقية ودوامها.
• اللسان هو وعاء لنقل المعنى، واعتماد فكرة حاكمية ثوابت اللسان المتفق عليها على أى نص.
• متابعة الألفاظ في النص القرءانى لكشف معانيها.
• الركون إلى عقلانية قائل النص القرءانى.
• الأخذ بفكرة تغيير المبنى يؤدى إلى تغيير المعنى
• كل كلمة أو أداة ربط أو حركة أو وقف أو فصل له غرض يؤديه في النص القرءانى ولا يمكن استبدال تركيب بتركيب آخر.
• الحرف أو الصوت وما توحيانه من معانٍ تجريدية.
• الجذر اللغوى وكيفية تكون المعنى المفهومى من ارتباط الحروف والأصوات.
• الاشتقاق المستعمل من الجذر اللغوى وقدرته على تغيير حركة الفعل أو الاسم أو الصفة.
• الأفعال وأزمنتها وأثر ذلك على المعنى المستنتج من النص.
• المتحدث المحتمل ومدى صدقيته وأهمية قوله.
• المخاطب والفرق بين الشخصية الحقيقية والشخصية الماهوية.
• الضمائر وعائديتها سواء على ما يسبقها مباشرة أم أكثر من ذلك.
• التراكيب الثنائية والثلاثية وطريقة تكرارها فى النص القرءانى من قبيل "الذين ءامنوا".
• أدوات الربط وما تؤديه من معانٍ مختلفة من قبيل الفرق بين "ضرب على" و"ضرب فى".
• نوع الجملة المتكونة وطريقة بنائها وأثر ذلك على المعنى المقصود.
• علامات الترقيم وما تضيفه من معنى من قبيل الوقف والقطع والوصل بين الجمل وما يؤديه ذلك من توضيح للمعنى أو تحديده.
• السياق والافكار العامة والانتقال بين الأفكار الفرعية ضمن وحدة موضوعية عامة.
ومن النتائج التى تم التوصل إليها بإستخدام المنهج اللفظى الترتيلى:
- قصة آدم في قالب جديد
- معنى السجود والركوع والقنوت
- معنى الصلاة
- قصة يوسف في إطار واقعي
- موقف القرءان من الإجهاض
- قصة نقل عرش بلقيس ومجمل قصة سليمان
- حل مشكلة الجبر والتفويض في قصة موسى وصاحبه وقتل الغلام
- مفهوم قطع يد السارق
- معنى جديد لآية الحرابة
- القتل ومعناه في النص القرءانى
- حل بعض الإشكالات في عائدية بعض الضمائر
- واستعمال الأفعال الماضية لمعنى الاستقبال
نتمنى لكم مشاهدة مثمرة
التعليقات على الموضوع (10)