مفهوم الشفاعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الفكر الشائع عن معنى الشفاعة اليوم هو التوسط أو الوساطة. وبما أننا نتكلم عن الكتاب وأياته الخاصة فى اليوم الاخر فإن الفهم المنتشر بيننا هو أن يأتي أحد يوم القيامة ويكون بمثابة وسيط بين الفرد الذى تقام محاسبته وبين الله الذى يحاسبه. وبالنسبة لأتباع الشيعة فقد جعلوا أئمتهم الذىن لم يشهدوهم وليس لهم سلطان من الله بعلمهم ومعرفتهم وسطاء بينهم وبين الله وسيحاولوا أن ينجوهم من العذاب.
وأتباع السنة نفس الشئ جعلوا من الرسول وسيط بينهم وبين الله وأنه سيُخرجهم من النار حتى وإن فعلوا الكبائر، وأن الله يستجيب للرسول ويقبل وساطته من دون أن يحاسبهم.
هذا بصورة مختصرة لمفهوم الشفاعة المتداول بيننا اليوم.
أما الذىن كَذَّبوا بهذه المبالغة فى الوساطة فقالوا أن الشفاعة يوم القيامة ليست بهذه المبالغة فاليوم الأخر والحساب عند الله لا يشبه التعامل فى الدنيا. ويعني ذلك لا يوجد مفهوم "أرجو أن لا تعذبه وأغفر له فقد كان طيبًا، وهو من أمتي أو من شيعتي أو من أتباعي أو أنه من أقاربي". وقالوا أن الشفاعة تكون بإذن الله فقط، يعني يقبل الوساطة ولكن فقط بإذنه، وممكن أن لا يعذب ولكن ليس بهذه المبالغة التي يتخيلها المسلمون إصطلاحًا.
ومنهم من قال أن الشفاعة ليست لمن حكم الله عليه بالعذاب وتؤدى لنجاته، وإنما هي لرفع المقام أو الدرجات عند الله، يعني هي خاصة للذين أمنوا وعملوا الصالحات ونجوا من العذاب، والشفاعة لهم لرفع مقامهم أو درجاتهم.
هذا على حد علمي هو كل ما قيل عن الشفاعة. لكن عندما أمر بقراءة الأيات التي فىها كلمة شفاعة لا أجد معنى الوساطة ينطبق على كل الأيات. ناهيك أن كثيرًا من الأيات تقول أنه لا أحد يُغني عن أحد شيئًا ولو كانوا رسل وأنبياء. إذًا هناك مفهوم يجب أن نفكر فىه ونعيد حسابنا معه. فعزمت وتوكلت على الله لأقترب قدر المستطاع وبما مكنني ربي من المعنى الحقيقي لهذه الكلمة والتفكر فى ما تقصده الأيات من تعبير الشفاعة.
وطبعا وبكل تأكيد سنذكر الأيات التي جائت فىها هذه الكلمة ونحاول أن نجد معنى مشترك بينهما مع إختلاف السياق لكل أية. وسأذكر من البداية معنى الكلمة أو أقرب معنى لها وبعدها نذكر الايات ونرى تصديق معناها فى الأيات. ومما يذكر أنه هناك إختلاف فى سياق لكل أية ومعنى الشفاعة فىها.
وموضوع الشفاعة اذا كان متعلقا بما ذكر الله من الذىن أشركوا مرتبط إرتباطا كليًا بموضوع الإشراك وعبادة غير الله، بل هو فصل من فصوله وسنرى ذلك الترابط من ماجاء من أيات تبين ذلك. هذا ولكل أية (اذا كنا نتحدث عن الكتاب) ولكل نص (اذا كنا نتحدث عن كلام نتداوله) سياق ومقصد يفهم من الموضوع إبتداءً.
ونبدأ الان بالأيات، وأول أية أحببت أن أذكرها والتي كانت سببًا فى وقفتي حيث وجدت أن المعنى القديم للشفاعة لا ينطبق عليها إطلاقا وهى:
﴿أَمِـ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُواْ لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿43﴾ قُل لِلَّهِ ٱلشَّفَـٰعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلْأَرْضِ ثُمَّـ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿44﴾﴾ سورة الزمر
ومفهومى للأيات أعلاه أن هؤلاء المشركين قد إتخذوا ألهة من دون الله تُشرع لهم دينهم، وتلك الألهة فى هذه الأية مُتمثلة فى ناس عاديين لا يملكون شيئًا ولا يعقلون ويفترون ويُشرعون للناس دينًا وأوامر وعبادات متبعين أهوائهم، ويحسب الناس أنهم يتكلمون بأمر من الله، وطاعتهم تقربهم إلى الله لأنهم أوهموا الناس بأن هذا الأمر والتشريع هو من عند الله. وبذلك أشرك هؤلاء فى عبادتهم لله وجعلوا من المُشرعين ألهة وأشركوهم مع الله فى التشريع والأمر.
لذلك تقول الأية بل لله الشفاعة جميعًا وهذا يعني أن كل الأوامر والتشريع والطاعة هي لله وحده. فهو الذى إليه يرجع الأمر كله ولا يحق لأحد أن يُشرع ويحكم ويُعبد غير الله، ولا يوجد له شريكًا فى ملكه وعبادته. فالشفاعة إليه جميعًا والملك والحكم له فى الأخرة والأولى. ولا يمكن أن يكون الفهم هنا أن الوساطة إليه جميعًا فهذا المعنى لا يستقيم مع الأيات وسياقها ومقصدها. والأيات أعلاه كان سياقها متعلق بأوامر الله، فالشفاعة هنا هي له وحده لانها متعلقة به فى هذا السياق.
﴿يَـٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوٓا أَنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَـٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَـٰعَةٌ وَٱلْكَـٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ ﴿254﴾ ٱللَّهُ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ لَا تَأَخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فىِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فىِ ٱلْأَرْضِ مَنْ ذَا ٱلَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْـ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلْأَرْضَ وَلَا يَـُٔودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْعَظِيمُـ ﴿255﴾﴾ سورة البقرة
فى اليوم الأخر لا يوجد بيع ولا خُلة ولا شفاعة يعني لا يوجد لكم شفيع من دون الله، ففى ذلك اليوم الأمر فيه لله وحده ولا يوجد من كنتم تُطيعونهم من أوليائكم الذين اتخذتموهم ألهة ولا يملكون شيئًا من الأمر ولله الأمر جميعًا أو الشفاعة جميعًا.
﴿مَنْ ذَا ٱلَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ هنا بمعنى أنه من هو الذى يأمرعنده بشئ أو من يملك الأمر بدون إذنه، فهو يعلم مابين أيديهم وما خلفهم، سواء كانوا ملائكة أو رسلًا من البشر فهم يشفعون أو يأمرون بإذن منه. فهو يعلم مايفعلون وما فعلوا وكل شئ بعلمه ولا يخفى عليه شيئا وكل مشفقون من خيفته ويعملون بأمره.
﴿وَذَرِ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِىٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَــٰٓـﯨِٕكَ ٱلَّذِينَ أَبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْـ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍـ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ ﴿70﴾ قُلْ أَنَدْعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰٓ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَﯨٰنَا ٱللَّهُ كَٱلَّذِى ٱسْتَهْوَتْهُ ٱلشَّيَـٰطِينُ فىِ ٱلْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَـٰبٌ يَدْعُونَهُ إِلَىٰ ٱلْهُدَى ٱئْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ ﴿71﴾﴾ سورة الأنعام
يوم القيامة ليس للكافرين من ولى فقد كانوا لهم أولياء يتبعونهم ويقولون أن هؤلاء هم شفعاؤنا عند الله يعني هم يأمروننا بعلم من الله. فقد جعلوا هؤلاء الشركاء لله مُشرعين لهم أمرين لهم من دون الله، ويحسبونهم أنهم مؤيدين من الله وهم شفعاء عنده مسؤلين وقد وجبت طاعتهم فيما جاءوا به من عند الله.
ولكن الله يقول ليس لهم من ولى ولا شفيع. فذلك اليوم ليس لهم أولياء ولا شفعاء يُستجاب لأمرهم كما كانوا فى الدنيا يأمرونهم. ويوم القيامة يطلبون من هؤلاء الشفعاء أن يأمروا أمرًا فيهم فيُستجاب لهذا الأمر، ولكنهم لا يملكون يوم القيامة أى أمروليس لهم أى سلطان. فقد ضلوا عنهم وكانت طاعتهم لهم هباءً منثورًا. ولم تنفع شفاعتهم شيئًا، أى ما عملوا من طاعة لهؤلاء لم تنفعهم شيئًا عند الله، ويكتشف الكافرين أنهم قد كانوا فى ضلال مبين إذ سووهم برب العالمين وأطاعوهم وهم لا يملكون لأنفسهم شيئًا فكيف سيملكون أمرًا فى الأخرة.
﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتىِ تَأْوِيلُهُ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ ٱلَّذِى كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴿53﴾﴾ سورة الأعراف
يوم القيامة بعد أن أتى تأويل ما كان يُحَذّر منه الرسل الناس فى الكتاب ولقاء يومهم الذى كانوا يُوعدون، أى جاء ما ذكره الرسل من قبل، ورءاوه حقًا صاروا يستغيثون بأحد له أمر يُطاع فيأمر لهم بخروج. ولكن ذلك اليوم لا أمر إلا أمر الله ولا من شفيع يُطاع، يعنى لا أمر يطاع إلا أمر الله وحده، فالشفاعة ليست الوساطة إنما هي الأمر أو مِلك الأمر، وحسب سياق كل أية نفهم ما نوع هذه الشفاعة أو ما نوع الأمر المقصود.
﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَ ٰدَىٰ كَمَٱ خَلَقْنَـٰكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَـٰكُمْ وَرَآءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَـٰٓؤُاْ لَقَد تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَّا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿94﴾﴾ سورة الأنعام
ونرى فى هذه الأية كيف أن الذين تُوفوا ورُدوا إلى الله ويقال لهم وما نرى معكم شفعآءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركـٰٓؤُاْ، وتعنى هذه الأية أن الذين كانوا يعبدونهم من دون الله والذين إتخذوهم شركاء لله فيهم (جعلوا ملك الله فيهم ليس له وحده) سيتم سؤالهم أين هؤلاء الذين قلتم أنهم شفعائكم والذين زعمتم أنهم شركاء فيكم، وفى أية أُخرى وصيغة أُخرى:
﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآءِىَ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿74﴾ وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَـٰنَكُمْ فَعَلِمُوٱ أَنَّ ٱلْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴿75﴾﴾ سورة القصص
أو فى أية أخرى:
﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآءِىَ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿62﴾ قَالَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ رَبَّنَا هَــٰٓـؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ أَغْوَيْنَآ أَغْوَيْنَـٰهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأَنَآ إِلَيْكَ مَا كَانُواْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿63﴾ وَقِيلَ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْـ فَدَعَوْهُمْـ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُواْ يَهْتَدُونَ ﴿64﴾﴾ سورة القصص
فنرى أن شفعائهم هم الذين اتخذوهم ألهة من دون الله وجعلوهم شركاء مع الله وهم لا يملكون شيئا ولا يعقلون، واتبعوا أهواء وإفتراءات لم يُنزل الله بها من سلطان.
﴿فَمَنْ ٱظْلَمُـ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِـَٔايَـٰتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ ٱلْمُجْرِمُونَ ﴿17﴾ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْـ وَيَقُولُونَ هَــٰٓـؤُلَآءِ شُفَعَـٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فىِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَلَا فىِ ٱلْأَرْضِ سُبْحَـٰنَهُ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿18﴾﴾ سورة يونس
نلاحظ فى هذه الأية تبيان لا ينطبق عليه فهم الوساطة. فنرى أنهم يعبدون عباد مثلهم وهؤلاء المعبودون لا يعلمون غيب السموات والارض، فكيف تنبئون الله بهؤلاء وتقولون أنهم شفعاءكم عند الله. بمعنى أنهم يأمرون فيكم من عند الله وهذا إفتراء على الله لإنه لم ينزل سلطانًا بذلك ولم يأمركم أن تعبدونهم من دونه. أفأنتم تنبئونه وتُملون عليه ما تفترون!
﴿أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ ﴿35﴾﴾ سورة الروم
﴿وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴿71﴾﴾ سورة الأنبياء
﴿وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿81﴾﴾ سورة الأنعام
﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿33﴾﴾ سورة الأعراف
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴿73﴾ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿74﴾ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴿75﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۗ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿76﴾﴾ سورة الأنبياء
أولئك الرسل هم الذين يأمرون الناس بإذن من الله. ومشكلة الناس إلى يومنا هذا هو إتباع من لا علم لهم وعبادتهم من دون الله، بل والإستغاثه بهم سواء برزق أو كشف الضر.
﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم ﴿21﴾﴾ سورة الشورى
وأُعيد ذكر الأية
﴿وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿18﴾﴾ سورة يونس
نلاحظ أن نهاية هذه الأية هو قوله سبحانه وتعالى عما يشركون لماذا؟ لأنهم يعبدون من دون الله ويقولون أن هؤلاء هم شفعاءنا عند الله وكأنما يقولون أن هؤلاء هم مُخولين من عند الله، وطاعتهم تعنى طاعة لله والتقرب إليه فما أشبه ذلك بما نراه اليوم.
﴿مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا ﴿85﴾﴾ سورة النساء
من يأمر أمرًا بالمعروف أو بالإحسان أو بعمل صالح له نصيب منه ومن يأمر بالمنكر أو بسوء أو بسيئة فله كفل منها، لذلك نرى أن كلمة شفاعة لها معنى مجرد واحد ويختلف مدلولها حسب سياق الأية، ولا تعني الوساطة فذلك المعنى قد جمد الكلمة وجعل مفهومها فى الأيات غير صحيح.
﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿3﴾ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿4﴾﴾ سورة يونس
لا يوجد أحد يأمر بحكم أو بتشريع أو بأمر يخص عبادته إلا من بعد إذنه.
﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿26﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿27﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴿28﴾ وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴿29﴾﴾ سورة الأنبياء
أولئك الرسل لا يسبقون الله بالقول وهم بأمره يعملون وليس لهم الحق فى تشريع أو إبتداع أمرًا وليس لهم سلطة الا بإذن الله. يعلم مابين أيديهم وما خلفهم فلا يشفعون ولا يقومون بتصدير أى أمر من عندهم إلا لمن ارتضى منهم وجعل له حكمًا، كما فعل مع ماقص علينا من الرسل ومنهم رسولنا.
﴿وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴿29﴾﴾ سورة الأنبياء
فويل للذين نراهم اليوم وجعلوا من أنفسهم ألهة يفتون بالقتل والظلم ويدعون أن هذا من عند الله.
﴿قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿96﴾ تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿97﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿98﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿99﴾ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿100﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴿101﴾ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿102﴾﴾ سورة الشعراء
فلم يكن لهم أحدًا له أمر يُطاع واكتشفوا أنه لا ألهة لهم فلو كانوا هؤلاء شفعاء لأمروا بإخراجهم، فقد زعموا أن هؤلاء شركاء لله فيهم فكيف وردوا النار معهم ولم يكن لهم أمرًا فى الاخرة وكانوا سواءًا فى النار.
﴿وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿23﴾﴾ سورة سبأ
من الذى تنفعه الشفاعة هو ذلك الذى يأمر بالحق من عند الله وله أذن بما يقوله عن الله من حق ودون إفتراء شيئا من عنده، وتكلم بالحق بأيات الكتاب. والمؤمن تنفعه شفاعة الحق الذى كان يقوله وهو شاهد على قومه والرسل هم كذلك فى هذا المعنى.
﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿18﴾﴾ سورة غافر
فلا يوجد حميم من أخ أو صديق أو والد أو والدة ولا أحد جاز عن احد شيئًا ولا شفيع له أمر يُطاع، فيوم القيامة لا يوجد من يُطاع إلا أمر الله. ولله الشفاعة جميعًا.
﴿وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿86﴾ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿87﴾﴾ سورة الزخرف
أولئك الذىن يدعونهم من دون الله لا يملكون أمرًا وليس لهم من الملك شيئًا ولا يعقلون فكيف تعبدونهم، والإستثناء هو شهادة الحق من الله. وهم يعلمون تعنى هنا لا يتكلمون على الله بجهل وإنما بعلم من الكتاب ومن غير افتراء. وفى هذه الاية نجد بوضوح أن معنى كلمة الشفاعة بعيد كل البعد عن معنى الوساطة.
﴿وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا ﴿86﴾ لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا ﴿87﴾﴾ سورة مريم
المجرمون لا يملكون الشفاعة فليس لهم ولى ولا ألهة يدعونها فتأمر بإخراجهم من النار. فوردوا النار هم وألهتهم. على عكس الذين ءامنوا فلهم عهدا من الله أن يعملوا الصالحات ويؤمنوا به، فأوفى الله بعهدهم وصدقهم الوعد وأدخلهم الجنة. والإستثناء هنا ليس بخصوص الشفاعة وانما بخصوص دخول الجنة. وهذا النوع من الأيات موجود فى القران، ولا يكون المعنى أبدًا أن الذى يدخل الجنة له عهد عند الله أن يخرج أقاربه ومن يريد من العذاب. وهذا فهم خاطيء لأن الله يقول:
﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ﴿23﴾ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار ﴿24﴾ وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴿25﴾﴾ سورة الرعد
﴿يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴿108﴾ يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿109﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴿110﴾ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴿111﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ﴿112﴾﴾ سورة طه
لا أستطيع أن افهم هذه الأية بمفهوم الوساطة. فكيف أفهم منها أنه يومئذ لا تنفع الوساطة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولا، كيف يرضى الله له قولا فى غيره ؟؟
فإذا كان ذلك الانسان صالحًا فالله أرحم الراحمين ولا يحتاج من يتوسط لهذا الشخص. وإن كان من العصاة فلا تنفعه الوساطة حتى لو كان من الرسل المقربين. إذاً فمعنى الوساطة هنا غير صحيح ولا ينطبق أبدًا على الأية.
والأية تتحدث عن من كان رسولًا وأمر الناس بإذن من الله بالحق وبسلطان منه، ورضى أن يبلغ الناس بذلك القول، فتلك الشفاعة تنفع الذى عمل بها ونفذ أمر الله من تبليغ للناس. وليس كمن كانت شفاعتهم هي إفتراء وإبتداع عبادات وتحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم وغيرها من الإفتراءات.
﴿وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿22﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿23﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿24﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿25﴾﴾ سورة يس
إن ارادنِ الرحمن بضر فلا تغنى عنى عبادة هؤلاء المعبودين شيئًا ولا ينقذون، فأمرهم ليس من الله ولا يملكون شيئًا فى الارض والسماء ولا يعقلون. فكيف سيكشفون الضر عني، إنى إذًا لفى ضلال مبين.
﴿قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴿﴾ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿66﴾ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿67﴾﴾ سورة الزمر
وكل الأيات مترابطة فى المفهوم ومختلفة الصياغة
﴿وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ ﴿106﴾ وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿107﴾﴾ سورة يونس
هذا هو أكثر ما جاء فى الشفاعة وهذا ما فهمته من الأيات. أما معنى الوساطة فقد جاء بصيغة أخرى، ولم يذكر الله أنه ممكن أن يقبل هذا المبدأ وقال بوضوح فى أيات كثيرة وفى رسله أيضا فقد قال عن إمرأة لوط وإمرأة نوح:
﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴿10﴾﴾ سورة التحريم
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴿33﴾﴾ سورة لقمان
وأيات أُخر تبين أن لا وساطة عند الله وأن الأعمال والاخلاص لله وحده هو الذى يُنجي الانسان من عذاب الاخرة، ذلك اليوم الذى يكون لا أمر إلا أمره ولا شفيع ولا ولى ولا صاحبة ولا والد ولا والدة ولا ولد ولا عشيرة ولا فصيلة فقط من يأتي الله بقلب سليم مخلصًا له الدين. وكان الله بكل شيئا عليم.
والحمد لله رب العالمين
التعليقات على الموضوع (4)