الحور العين
إختلف الناس فى فهم " الحور العين" ، فمنهم من يرى أنها "إناث لإمتاع الرجال"، ومنهم من يرى أنها " فاكهة" أو الزبيب الأبيض، وهناك من ذهب خياله الى القول أنها إناث تتشكل وفقاً للشكل الذى يشتهيه الرجل.
وبعيداً عن مدلول "الحور العين" نطرح لمن تكون "الحور العين" ؟
سورة الرحمن تصف لنا " جنتان" ومن " دونهما جنتان"، هناك جنتان وهناك جنتان أخرتان أقل مرتبة ودرجة، ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴿46﴾﴾، ويأتى وصف الجنتين، ويعقبه الحديث عن الجنتين الأخرتين : ﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ﴿62﴾﴾، الجنة إذن درجات ويختلف "عرضها" وفقاً لمقربة من يدخلها من العزيز المقتدر.
سورة الواقعة تخبرنا بمقام " السابقين "ومقام " أصحاب اليمين" وقد فرقت فى عطاء كل فئة منهما، والسابقون يكونون : ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ﴿13﴾ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ﴿14﴾
وأهل اليمن يكونون: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ﴿39﴾ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ﴿40﴾﴾
فى مقام "السابقين والأخرين" جاء: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ﴿17﴾ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ﴿18﴾ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ ﴿19﴾ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ﴿20﴾ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴿21﴾ وَحُورٌ عِينٌ ﴿22﴾ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴿23﴾﴾
وهذه الحور العين لم تذكر تحت مرتبة "أصحاب اليمين".
وفى سورة الدخان جاءت الحور العين فى مقام "المتقين": ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴿51﴾ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿52﴾ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ ﴿53﴾ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴿54﴾ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ ﴿55﴾ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿56﴾﴾
وسورة الطور بينت لنا مقامين / مقام المتقين ومقام الذين آمنوا:
فى مقام " المتقين" ذُكرت "الحور العين": ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ ﴿17﴾ فَاكِهِينَ بِمَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿18﴾ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿19﴾ مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴿20﴾﴾
وأعقبه وصف مقام الذين أمنوا ولم يأتى فيه "الحور العين": ﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴿21﴾ وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴿22﴾ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ ﴿23﴾ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ﴿24﴾﴾
نلاحظ أن السابقين ثلة من الأولين و " قليل من الأخرين" وهذا القليل هو من تبع الأولين بإحسان: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿100﴾﴾ سورة التوبة
وهذا ينطبق على أتباع كل رسول.
والآيات تفرق بين الإتباع بإحسان والإتباع بإيمان، الإحسان أعلى مراتب الجنة.
من صفات المحسنين: ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿134﴾﴾ سورة آل عمران
وتكررت فى وصف أنبياء الله عليهم السلام كمثال: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴿109﴾ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿110﴾﴾ سورة الصافات
الخلاصة: الحور العين خاصة للسابقين المتقين المحسنين ، وهؤلاء ليس عوام الناس من آمن منهم.
التعليقات على الموضوع (4)