وإمرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى
وإمرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ﴿50﴾﴾ سورة الأحزاب
1- إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ
2- وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ
3- وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ
4- وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ
السؤال: المراة الواهبة نفسها للنبي هل تهب نفسها للنبي لينكحها هو أم ليقوم بإنكاحها لرجل يراه مناسباً لها أو لنفسه؟
﴿لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً ﴿52﴾﴾ سورة الأحزاب
هل هذا النص ناسخ لحكم النص السابق؟
يستنكحها بلاشك تعنى أن يجد لها من يناسبها ويزوجها إياه بحكم أنه اصبح ولى أمرها ، وهذا هو الوهب الخالص له دون المؤمنين. فلا يصح أن تعطى المرأة ولايتها لغير أبيها أو من يحل محله من الأقارب.
نقرأ أخر الأية:
﴿قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ﴿50﴾﴾ سورة الأحزاب
ما فرضنا عليهم فى أزواجهم وما ملكت أيمانهم : هنا فقط تم الجمع بين أزواجهم وما ملكت أيمانهم ، فالأيات الأخرى تعطفه بأو التخيير. وذلك لأن "ما ملكت أيمانهم" هنا تعنى "من هن تحت ولايتهم" .
ما ملكت أيمانهم أتت مقابل الوهب للنبى. فالنبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وله الولاية عليهم جميعا. وهنا ولاية خاصة تتم بأن تهب المرأة نفسها للنبى.
ومما فرض الله علينا فى ما ملكت أيماننا كأولياء أمور بيدنا عقدة نكاحهن:
﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴿232﴾﴾ سورة البقرة
فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن: الخطاب لمن بيده عقدة النكاح أو ولى الأمر.
قوله " لا يحل لك النساء من بعد ...............إلا ما ملكت يمينك: إستثناء ما ملكت يمينك لكونها هنا تعنى من هن تحت يمينك وهن أزواجه.
من يقول بأن " ما ملكت يمينك" تعنى المملوكات من الأسرى ( ولا يوجد رق للأسرى فى القرءان) فقد قال يتحريم أزواج النبى عليه وهذا إفتراء على الله ورسوله.
قوله " أحللنا لك بنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات عماتك : التحليل ليس قاصرا على النبى بإمكانية الزواج منهن وإلا كان حراما علينا الزواج من بنات العم والخالة والعمة والخال، ولكنه تحليل لكون النبى هو من يملك عقدة نكاحهن لأنهن هاجرن معه و لم يعد لهن ولى أمر غير النبى. هن هاجرن بدون أب أو أخ معهن فى مدينة الهجرة ( هذا تكذيب لما أتى به التراث).
وقوله "أحللنا لك ما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك"، والفىء نفهم معناه من الآية التالية:
﴿لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿226﴾﴾ سورة البقرة
ويعنى العودة بعد خصام وإنفصال أو طلاق.
وحتى لا يظن ضعاف القلوب أن الفىء يعنى الأسرى من النساء نقرأ عليهم:
﴿مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿7﴾﴾ سورة الحشر
الفىء محصور فى الأموال أو الثمرات ولا يدخل فيهم الرقيق وإلا كيف يُوزع الرقيق من النساء على اليتامى والمساكين وإبن السبيل؟ وكيف لا يكون دولة (متداول) بين الأغنياء منكم؟
الفىء قد يفهم على أنه مرادف الرجوع ، ولكنه يعنى جمع المتفرقات أو ردها الى مركزها. وهذا خلاف الرجوع الذى يعنى ترك شىء الى شىء أخر أو مكان الى مكان أخر والمتروك كان خطأ والأخر هو الصواب.
نأتى لكلمة "الوهب" والهبة وكيف هو؟
بحذف الواو نقرأ: هب (مقاييس اللغة)
الهاء والباء مُعظَمُ بابِه الانتباه والاهتِزازُ والحركة، وربما دلَّ على رِقَّةِ شي. إنتهى
ودخول الواو على الهاء والباء أعطى للحركة مصدراً، فى الآية: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً ﴿53﴾﴾ سورة مريم
الوهب أتى لكون هارون نبى وذلك لأن هارون النبى كان تحت رئاسة وأمر موسى النبى عليهما السلام: ﴿قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ﴿94﴾﴾ سورة طه
فى الأية السابقة وغيرها نرى أن هارون النبى عليه السلام كان هبة من الله لموسى ليكون تحت طاعته. وهذا هو الوهب بأن يكون الموهوب تحت طاعة أمر من وهب له.
﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿35﴾﴾ سورة ص
هب لى ملكاً: بأن يكون تحت تصرفه وطوع يمينه.
وكما قال مقاييس اللغة أنه من الباب الإنتباه ولعله لذلك يقال على النبيه النشط "موهوب" ، واصله أنه يملك زمام أمره ولا يحتاج الى من يحركه ليصرف شئونه الخاصة.
وإن إمرأة وهبت نفسها للنبى: جعلت نفسها تحت ولاية النبى وطاعته المباشرة وبيده عقدة النكاح كما نفهم من السياق.
وأحللنا لك أزواجك اللاتى أتيت أجورهن: ما علة التحليل هنا؟ هل يحتاج النبى حكم ليحلل له أزواجه؟ العلة ذكرت فى أخر الأية وهى " لكيلا يكون عليك حرج". وما الحرج فى أزواجه عليه السلام؟ الحرج فى أنه متزوج من أكثر من واحدة (نحسبهن إثنتين) والأصل واحدة فقط وهذا لسائر المسلمين مع إستثناء فقط أم اليتامى خوفاً من عدم القسط اليهم. ويبدو أن زوجات النبى لم يكن بينهن من لها أطفال من زوج سابق.
إسم الجلالة " الوهاب": ﴿رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿8﴾﴾ سورة آل عمران
هب لنا من لدنك رحمة: لتستقيم قلوبنا فلا تزيغ لأن الله هو الوهاب هو مصدر وباعث الحركة.
﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴿49﴾﴾ سورة الشورى
صفة الإناث والذكور صفات حركية فالذكر هو الفاعل الرئيسى لحركة الحمل والأنثى فاعل حركة التوالد. وهذا هبة من الله الوهاب.
الخلاصة
الآيات تثبت للنبى زواجه من زوجاته ومنهن من تزوجها لإبطال حرمة زوجة الإبن من التبنى، وتثبت له ولايته على أى إمرأة مؤمنة تهب له نفسها وولايته على بنات عمه وعماته وخاله وخالاته. كما تثبت له من ردها الى عصمته بعد طلاق (ربما الطلقة الثانية دون أن تتخذ زوجاً غيره). وتحرم عليه الزواج بآخرى وتحرم عليه طلاق من هن فى عصمته بعد أن قبلنَ البقاء معه بشرط ألا ينكحن غيره من بعده وأن يمتثلن لأمره كرسول.
التعليقات على الموضوع (3)