الختان في القرءان الكريم
ينتشر ما يسمى بالختان للذكور والإناث في المناطق التي يقطنها المسلمين، حيث يُقال أن ختان الذكور واجب وهو من تعاليم الإسلام، وختان الإناث فهو شئ مستحب غير واجب، ويُطالب معتنقي الإسلام الجدد بإجراء عملية الختان حتى مع المتقدم في العمر على أساس أن ذلك أصبح شرطاً لإعتناقه الإسلام، فماذا يقول كتاب الله عز وجل عن هذا الأمر.
في حقيقة الأمر ستبحث طويلاً في كتاب الله العزيز ولن تجد شيئاً يتحدث عن موضوع ما يسمى بالختان سواءً للذكور أو الإناث أبداً، وستصل للنتيجة أن الله تعالى لم يأمر عباده بهذا الأمر. الذي في حقيقته يعتبر إعتداء على خلق الله وإستئصال جزء من الأعضاء التناسلية للإنسان بدون مبرر.
من أين جاء ما يُسمى بالختان
أخذ المسلمون هذا الأمر عن التوراة التي تم تحريفها كما أخبرنا النص القرءاني، حيث يظهر ذلك على سبيل المثال في سفر التكوين الفصل 17 (وقال الله لإبراهيم: وأنت فاحفظ عهدي، أنت ونسلك من بعدك مدى أجيالهم. (10) هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك: يختتن كل ذكر منكم. (11) فتختنون في لحم غلفتكم، ويكون ذلك علامة عهد بيني وبينكم. (12))
فهذا النص يتحدث عن ما يسميه اليهود عهد القطع، وهو عهد الله تعالى لإبراهيم بأن يتخذه إلهاً واحدا ويُوصي بذلك من جاء بعده من النسل، وأن يكون علامة حفظ العهد بين الله تعالى وإبراهيم ونسله هو الختان.
أما ماجاء بخصوص ذلك في القرءان في نص سورة البقرة، فلم يذكر شئ عن ما يسمى الختان، أو عهد القطع، بل يتحدث القرءان عن أن الله تعالى قد عهد إلى إبراهيم أن يطهر بيته الحرام للطائفين والركع السجود، وأمره بالإسلام والبقاء على دين التوحيد ووصية نسله بأن لا يموتوا غير مسلمين:
(وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴿١٢٤﴾ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴿١٢٥﴾ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿١٢٦﴾ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١٢٧﴾ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٢٨﴾ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١٢٩﴾ وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿١٣٠﴾ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٣١﴾ وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿١٣٢﴾) سورة البقرة
وقد نقل بعض شياطين الإنس هذا التحريف الموجود في التوراة إلى ما يسمى بكتب الأحاديث ونسبوه إلى الرسول عليه السلام، لإفساد الرسالة الخاتمة وإضلال أتباعها المُقلدين كما تم ذلك مع الأمم السابقة.
أكاذيب الفائدة الصحية للختان
ولمزيد من التضليل قام المدافعين عن التحريف في الدين السماوي بإضافة بعض الفوائد الصحية لعملية الإعتداء وتشويه أعضاء الأطفال، وهذه الإدعاءات تبدأ من الحماية من الإلتهابات وتنتهي بالحماية من بعض أنواع السرطان، وبالطبع دون نتائج علمية مُؤيده بالتجارب العلمية لإثبات تلك الفوائد الصحية.
الخلاصة
والأمر لا يخرج عن أنه جريمة إعتداء على الإنسان في سن الطفولة حيث لا يستطيع الدفاع عن نفسه أو منع تشويه أحد أعضاء جسده، ولا أعلم تفسير لذلك سوى أنه صورة من إنتقام ابليس وأعوانه من بني آدم بأمرهم بقطع وتشويه أعضائهم، ونسبة هذه الجريمة إلى السماء وأنها أمر من الله تعالى، وينفذها الناس على أنها تقرباً لله تعالى وكل جيل يقلد من سبقه دون يفكر هل أمره الله تعالى بذلك فعلاً؟
وهذا في الحقيقة إفتراء على الله تعالى الذي خلق كل شئ فأحسن خلقه، ولم يأمر العباد بإجراء التعديلات على أجساد أطفالهم بعد الولادة (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿٣﴾) سورة التغابن
بالإضافة إلى الأضرار التي تلحق بالإنسان خلال حياته من جراء بتر جزء معافي من أعضائه وتشويه ما تبقى، وبالتالي فقدان الوظيفة التي كانت محددة لهذه الأجزاء المليئة بالخلايا العصبية والشعيرات الدموية، والعيش بأعضاء تناسلية ناقصة الوظيفة.
التعليقات على الموضوع (32)