توقيت ليلة القدر
ورد في التراث الإسلامي أن توقيت ليلة القدر هو أحد ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، وبعض الروايات تقول أنها ليلة الخامس أو السابع والعشرين من شهر رمضان.
ماورد في النصوص القرءانية يؤكد أن ليلة القدر هي في شهر رمضان، وأيضاً أنها الليلة التي تَنزْل فيها القرءان الكريم.
يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)﴾ سورة القدر
يقول الله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)﴾ سورة البقرة
إذن فالشهر معلوم والليلة معلومة أيضاً، فلماذا تم إخفائها بمرور الوقت بعد وفاة الرسول الكريم وظهور قصص تراث وأحاديث منسوبة للرسول الكريم بأن موعد الليلة لا يعلمها أحد والمعلوم فقط أنها في العشر الأواخر من شهر رمضان!
ألم يكن الرسول الكريم على علم بالليلة التي نزل فيها القرءان عن طريق جبريل عليه السلام؟
ولو تدبرت النص التالي من سورة النجم لوجدت فيها بعض التفصيل لنزول جبريل عليه السلام بالقرءان الكريم على قلب الرسول الكريم، ألم تكن هذه ليلة القدر التي نزل فيها القرءان؟
وقد تكون أيضاً ليلة القدر التي تَنزْل فيها الملائكة والروح (جبريل عليه السلام) فيها، وأوحى بالقرءان الكريم كاملاً على قلب النبي الكريم، هي نفسها ليلة الإسراء التي تنزل فيها الملائكة وبينهم جبريل الذي إقترب من الرسول وأوحى له القرءان الكريم (التفصيل في هذا المقال).
يقول الله تعالى: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)﴾ سور النجم
يقول الله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)﴾ سورة الشعراء
من غير المعقول أن الرسول الكريم ومن معه من المؤمنين بل والكفار الذين سخروا من قصة الإسراء عندما تحدث بها الرسول عليه السلام بعد حدوثها قد نسوا جميعاً توقيت هذه الليلة في شهر رمضان، وأصبحت ليلة مجهولة.
وخاصة أن القرءان الكريم لم يذكر أن هذه الليلة مجهولة، وأن الله تعالى قد محاها من ذاكرة الرسول الكريم ومن عاصره من الناس.
وعلى ما يبدو أنه بعد موت الرسول الكريم ومرور بعض الزمن تم تأليف بعض الأحاديث ونسبها للرسول عليه السلام ومنها كانت هذه الروايات التي تقول بأن ليلة القدر التي نزل فيها القرءان الكريم وتلقى فيها الرسول عليه السلام آخر الكتب السماوية وأعظم حدث في حياته وحياة معاصريه على الإطلاق غير معلومة وقد تكون في العشرة ليالى الأواخر من شهر رمضان.
والمقصود من هذا التزوير التاريخي واضح من شياطين الإنس ألا وهو محو ذكرى هذه الليلة المباركة من الذاكرة الإنسانية.
التوقيت الصحيح لليلة القدر
وعند البحث في القرءان الكريم قد يكون النص التالي خيطاً يساعد على تحديد ليلة القدر
يقول الله تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)﴾ سورة الأنفال
وعلى ما يبدو أن النص يأمر المؤمنين بتوزيع الغنيمة بطريقة معينة إن كانوا آمنوا بما أنزل الله على الرسول الكريم يوم الفرقان، وبالتأكيد أن المقصود هو يوم نزول القرءان الكريم، وهذا اليوم كما يتحدث النص هو موافق لليوم الذي التقي فيه الجمعان من المؤمنين والكفار من أهل قريش وهو يوم معركة بدر.
أي أن النص يتحدث أن يوم معركة بدر كان موافقاً ليوم نزول القرءان، والذي جاء في النص هنا بإسم يوم الفرقان. فأتمني أن يكون هناك من عنده القدرة بإذن الله تعالى على حساب تأريخ يوم بدر الصحيح، ومنه التعرف على توقيت ليلة القدر.
التعليقات على الموضوع (16)