مفهوم للحج والعمرة
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع يجب أن نعيد قراءة آياته من الكتاب من غير تراث ومن غير ما وجدنا عليه آبائنا ومن غير سنة وروايات والحاكم هو كتاب الله ومفهوم الإنسان لهذا الكتاب وصدقه مع ربه.
وبداية نرى في كتاب الله أن الله يذكر الحج بتفاصيله دون أن يذكر تفاصيل العمرة ومقارنة بتفصيل الكتاب لهذا الموضوع مع تفاصيل الموروث للحج والعمرة نرى زيادات كثيرة لا نجد لها ذكر في كتاب الله خاصة في موضوع العمرة.
ونبدأ بالحج ونرى ما ذكره الكتاب عن الحج وسوف نضطر الى التشعب قليلا لترابط المواضيع مع بعضها. أول ما جاء عن الحج كان مع إبرٰهيم فقد بوأ الله لإبرٰهيم مكان البيت ليكون مركزاً لإقامة الصلوٰة للناس وتذكيرهم بدين الله ولشكر الله على نعمه ومركزاً لتجمع الناس وأمنا لهم ولإقامة العقود والسلام بين القرى في ذلك الزمن فهو يعتبر دين الله مركز الاسلام الحنيف.
﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرٰهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴿35﴾ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿36﴾ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَوٰةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴿37﴾﴾ سورة إبرٰهيم
نلاحظ ان إبرٰهيم يدعو ويقول ربنا ليقيموا الصلوٰة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم، إذن فإن الهدف هو إقامة الصلوٰة وهو هنا تذكير الناس بالله وآياته ودينه، لإن آيات الله وتلاوتها على الناس وتذكيرهم بها تخرجهم من الظلمات الى النور، أما صلوٰة الله على الناس فهي رحمته في إنزال آياته وتعليمها وتوصيلها للناس لإخراجهم من الظلمات الى النور. وهذه نعمة ورحمة كبيرة من الله لعباده، فدعا إبرٰهيم قائلاً فاجعل افئدة من الناس تهوى إليهم في أن يسمعوا كلام الله ويعقلوه وينشروا هذه الرحمة بينهم. كما دعى أن يرزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون، والثمرات هي المكاسب من كل شيء، ولعلهم يشكرون أي ينفقوا مما رزقهم الله من الثمرات ويتصدقوا ويتراحموا وكل هذا هو شكر لله على ما رزقهم.
هذا بصورة مختصرة عن سبب الحج والتدبر الباقي هو متروك لكم في التوسع وقراءة الآيات.
نأتي الى ما قال الله عن الحج وأشهره:
﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴿197﴾﴾ سورة البقرة
الحج اشهر معلومات، فأين ذكر تلك الاشهر المعلومات؟
الجواب لا يوجد ذكر لصفات أو بالأصح لأسماء تلك الأشهر، فمثلاً رمضان ذكر الله إسم فعله وقال عنه رمضان لإنه وقت يكون فيه الصوم ومناخه متعلق بتأثيره على الصائم فذكر لنا صفة هذا الشهر. أما الحج فلا وجود لأسماء تلك الأشهر ولا صفاتها. والقول أن موسم تكاثر الحيوانات هو الأشهر المعلومات لا يصح أبداً لأن الله قال أنه يُحرم عليهم الصيد وأنه يفعل مايريد، ولو أراد الحكم والتشريع به لقال ذلك بوضوح. والشيء الآخر أن تزواج الحيوانات ليس كلها في وقت واحد فكل نوع له موسم تكاثر.
وبالتأكيد لن يكون الموروث وأسماء تلك الاشهر الهجرية هي الحكم على كتاب الله وشرعه وهذا شيء إنتهينا منه ولا علاقة لدين الله فيه. فقد قال الله عن الأشهر أنها معلومات ولم يحدد أي أشهر اذن. فهن معلومات ومتروكات لكل زمن ومجتمع وقال: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴿197﴾﴾ سورة البقرة
﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿36﴾﴾ سورة التوبة
عدة الشهور عند الله 12 شهراً وأكرر والقول بأنه يقول شهور ولم يقل أشهر، فهو يذكر عدة كل شهر. أما الشهر الحرام فعدته أربعة أشهر (أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ) وتلك الأشهر هي أشهر الحرم وتكون متتالية. وواضح جداً أن الله لم يحدد أين تقع تلك الاشهر، المهم أن من عدة الشهور الأثنى عشر اربعة منها حُرم فلا تظلموا أنفسكم ومن يفرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.
اذن هن أشهر معلومات غير محددات وعلمهن يكون أو يُحدد في كل وقت ومكان حسب ظروف ذلك الوقت.
ومثال بسيط أنا أعلم أن هناك رسل ولكن لو رأيتهم فلن أستطيع التعرف عليهم، إلا أنني أعلم بوجودهم وقصصهم. فأنا أعلم أن هناك أربعة أشهر حُرم ولكن لا أعلم أية أربعة من العام كانت في ذلك الوقت. كما أنني أعلم أن هناك كان يوم جمعة كان يجتمع الناس فيه للهو والتجارة، ولكن لا أعلم أي يوم هو من الأيام التي لا أعلم أيضاً ما كان القوم يسمونها. أيضاً فهو متروك لهم ولهم حرية في ذلك، كما أعلم بأنه كان هناك يوم يسبت فيه من بني اسرائيل ولكن لا أعلم أي يوم هو لأن الله قال عنه ذلك نتيجة الفعل.
نأتي الآن الى العمرة، وللكلمة أصل فهي وحدة من العمر وتعني الفترة المحددة من العمر التي يكون فيها الشخص في ذلك المكان. وهناك نوعان من الناس، النوع الأول هو الذي يأتي من مكان اخر وهو الباد، والثاني هو من ساكني أو حاضري البيت الحرام وهو ما يسمى العاكف. وكلتا الكلمتين لهما معناهما المجرد وأقصد الباد والعاكف.
﴿يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا ۖ وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ ۖ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا ﴿20﴾﴾ سورة
بادون في الأعراب أي أنهم يتمنون لو كانوا خارج المكان الذي هم فيه بعيدين عن الحدث.
﴿فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ﴿27﴾﴾ سورة هود
أراذلنا بادي الرأي يعني هم مجموعة لا يرونهم وخارج عن ملائهم الأعلى فهم أقل مستوى منهم أو اثارة ورئا.
والعاكف هو الساكن أو الباقي أو الماكث على أمر ما أو شيء ما وحسب القياس. وقد جعل الله هذا البيت أمنا لكلاً النوعين، وهذا يعني لكل الناس سواء الباد أو العاكف.
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ۚ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿25﴾ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴿26﴾﴾ سورة
أمر الله نبيه إبرٰهيم أن لا يشرك به شيئا فهو كما أشرنا مكاناً ومركزاً للدين الحنيف لله وحده من غير إشراك ومن غير آلهه وأمنا لكل الناس، والطائفين هم الذين يأتون آمين البيت ويبقون هناك ويطوفون في البيت. والطواف لا يعني الدوران كما نشاهده اليوم من تخلف ودون الرجوع لكلمات الله لفهم معنى الطواف، ولي مقال حول ذلك. ولكم فقط أن تبحثوا في كلمة طواف لتعلموا بوضوح معنى الكلمة في الكتاب وبإختصار هو القيام بقصد مكان أو بقصد شخص لأجل القيام بخدمة أو فعل ما وحسب السياق.
القائمين هي جمع لكلمة قائم، والقائم لها معنى مجرد أيضاً وحسب السياق أو القياس، وهنا أتت مع كلمة طائف فهي عكسها وتعني هنا أنهم من سكان ذلك المكان، والرُكع السجود المنيبين إلى الله والراجعين اليه يبتغون منه فضلاً ورضواناً ومنفذين لأمره فيكون مقصد الآية ومفهومها هو أن الله يشمل كل الناس الذين في هذا المكان وأن يكونوا في أمان وحنفاء له مخلصين وشاكرين غير مشركين.
هناك فترة يقضيها الشخص سواء كان من سكان ذلك المكان أو من خارجه، فيطوف سواء في إبتغاء فضلاً من الله أو في تقديم الطعام الى الناس كشكر لله وتراحماً ومحبةً بين الناس. ولا جُناح عليهم أن يطوفوا بالصفا والمروة اللتان هما من شعائر الله التي تذبح كشكر لله، ومن يريد أن يطوع ويقدم أكثر فإن الله شاكر عليم. والشكر هو العطاء وليس القول.
وللأسف فقد تم فهم شعائر الله على أنها تلتين من الحجر يهرول الناس بينهما بنائاً على قصة لم ينزل الله بها من سلطان. والبُدن أيضا هي من شعائر الله ليشكروا الله على ما رزقهم، وكلمة شعائر فقط تخص الأنعام أو ما يُذبح ويُقدم للناس كشكر لله، ومن الخطأ أن نقول أن الصلوٰة والحج هم شعائر الدين فكلمة شعائر لم ترد إلا في الأنعام.
كل ذلك يقام في الحج وفي فترة بقاء الناس واقتطاع تلك العمرة من العمر لابتغاء رضوان الله. ولا نجد أي ذكر للعمرة وجاء ذكرها فقط في تلك الآيات:
﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴿158﴾﴾ سورة البقرة
نلا حظ أن الآية تقول فمن حج البيت أي من جاء من مكان آخر قاصداً البيت ويبقى فترة الحج التي هي أربعة اشهر أو من إعتمر والتاء هي ما يسمى تاء الجهد أو الطلب مثل إستسقى أو إستطاع فهي تدل على جهد أكثر، وتكون كلمة إعتمر بمعنى أنه خصص وقت من عمره لذلك العمل ويعني أنه من سكان البيت ولم يأتي من مكان آخر.
قد يسال سائل عن هذه الآية: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿19﴾﴾ سورة التوبة
وهي عمارة المسجد وكما أشرنا في مرات عديدة وخاصة في مقال بعض مفاهيم الكتاب أن لكل كلمة معنى مجرد خاص بها، ومن ثم تخصص على قياس الآية وهنا عمارة المسجد هو العناية بشيء للإطالة من فترة بقائه، والقيام بما يلزم من تدابير وعنايات ليبقى عمره أطول. وهذا هو معنى الآية هنا وأيضا هو نفس معنى الكلمة الأصلي.
ومثلاً قوله (أثاروا الارض وعمروها) وهذا يعني أنهم سكنوا تلك الارض وتكاثروا وبنوا وتوسعوا، وكل ذلك يدخل ضمن معنى الكلمة الواحد الاصلي وهو معنى كلمة عمر.
نأتي الآن إلى هذه الآية المهمة:
﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿196﴾﴾ سورة البقرة
نرى أن أول الأمر هو إتمام الحج والعمرة. يعني ذلك أن يكون الحج للذي هو من خارج المكان أي المسافر بأن يتم كل فترة الحج بدون اقتطاع، والعمرة هى الفترة التي يقضيها سكان هذه المنطقة أو حاضري البيت فتكون فترة من عمرهم لاجل ذلك الأمر وبدون اقتطاع.
أما قوله هنا فمن تمتع بالعمرة الى الحج فيجب أن نقف عنده قليلاً، فهنا الأمر ليس نفسه في البداية فهو يقول من تمتع بالعمرة الى الحج وهذا لا يعني أنه أتم العمرة وبعدها يقوم بإتمام الحج!!
فحرف إلى يعني أن العُمرة هي الفترة المخصصة الى الحج، وكلمة التمتع هى فترة معيشية محددة، وأيضاً حسب القياس فتأتي أحيانا بمعنى أي غرض يُنتفع منه لفترة محددة كما في جملة (إن سألتوموهن متاع) يعني إن يطلبوا حاجة معينة أو غرض يُنتفع منه لفترة. أو كما في جملة (فما استمتعتوا به منهن) بمعنى الفترة التي تعايشتوا معهن من قبل.
والآية أعلاه فمن تمتع بالعمرة الى الحج تعني الفترة التي قضاها للحج. فمثلا في قوله: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿59﴾﴾ سورة الأعراف
فنرى أن الله قد أرسل نوحاً إلى قومه وهذا يعني أنه لم يكن من مكان الى مكان وإنما تعني أنه أرسله لهم فهو رسول لهم.
والعمرة هنا الى الحج فهي تمتع بالعمرة للحج أي فترة الحج التي هي أربعة أشهر وهو ليس نفس مفهوم بداية الآية. وما يؤكد ذلك هو تكملة الآية بقوله صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام يعني هو من مكان آخر وليس من أهل أو سكان البيت الحرام.
إذن ليس هناك حكم لعبادة إسمها عُمرة، وهي إختلاق وهذا طبيعي لأن ما لدينا من مواريث هو من ناس لم تشهد الرسول ولم يعلموا شيء عنه وعن مكانه أصلاً.
وشيء مهم آخر لا أريد أن أتحدث فيه الآن وهو أن بعد ذلك كله فالبيت هو ليس ذلك المكان الذي في السعودية الحالية. وهذا مجرد مكان قد تم تلفيقه ولا نعلم ما حدث بعد الرسول لان بني إسرائيل عندما جاء الرسول قص عليهم أكثر الذي هم به مختلفون وأيضا بَيَّن كثير مما كانوا يكتمون وعفا عن كثير وذكر لهم ما حدث بعد الرسل الذين أُرسلوا اليهم، فكان هدىً وبشرى للذين هم مستمسكين بكتاب بربهم وشفاء لما في صدورهم، فقد أيدهم به وقالوا إنا كنا مسلمين من قبل، ونحن نريد أن نكون مثلهم نستمسك بكتاب ربنا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين.
هذا هو مفهومي لهذا الموضوع ولا أستطيع أن أصادق على أحكام وعبادات لا أجد لها أثر أو ذكر في كتاب الله. وقال الله ذَكِر فان الذكرى تنفع المؤمنين، ونسأل الله الهدى والمغفرة والرحمة وأن نكون من الذين يقيمون الصلوٰة ويؤتون الزكاة ومن الركع السجود.
والحمد لله رب العالمين
التعليقات على الموضوع (7)