ايات خلق الانسان
بسم الله الرحمن الرحيم
نحاول في هذا المقال أن نتدبر أيات خلق الانسان وخلفه الأرض، والموضوع قد كتبت فيه من قبل ولكن سأكتبه بطريقة أخرى وسأحاول أن أجعل الموضوع مفصلًا، يعني كل موضوع ءاية بفصل وليس الفصل بأرقام كما يظن الكثير لأن القرءان أياته مفصلات بمواضيعها وليست بأرقام فاصلة فيها!
ومن ثم سنجمع الاستنتاج ليتبين لنا المفهوم من الايات جمعاً. نبدأ بعد التوكل على الله في أيات خلق الانسان.
نبأنا العليم الخبير انه خلقنا من تراب وفي ءاية أخرى من طين وفي ءاية اخرى من طين لازب وفي أخرى من حمأ مسنون وقال أيضًا: (وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلۡمَآءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهۡرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ٥٤) الفرقان
ويعني ذلك أن الله عندما خلق الانسان من ما نسميه اليوم المادة الاولية كان قديرًا في النسب والصهر، لأنه هو الخالق والعالم بتكوين ما يشاء من الخلق. هذا بصورة مختصرة عن مادة خلق الانسان وما جاء في الكتاب من ذكر.
نأتي الان الى الكيفية وما هي الأيات التي ذكرها الله في هذا الموضوع، ولا ننسى أننا نتحدث عن بداية هذا الخلق: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَٱلۡأَرۡحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبًا ١) النساء
تبين الأية أن الله خلق الانسان أو هذا البشر من نفس واحدة فقط وهذه بداية خلقه وقال أيضًا: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ ١٣) الحجرات
ومن تلك الأيتين نرى أن المرحلة الاولى كانت خلق النفس الواحدة، ثم خلق منها زوجها ثم بث منهما رجال كثيرًا ونساءًا ثم جعلهم شعوبًا وقبائل.
والأية التالية لها علاقة أيضًا بما نريد تفصيله من المرحلة التي تلي هذا الفصل: (هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَجَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا لِيَسۡكُنَ إِلَيۡهَا فَلَمَّا تَغَشَّىٰهَا حَمَلَتۡ حَمۡلًا خَفِيفًا فَمَرَّتۡ بِهِ فَلَمَّآ أَثۡقَلَت دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنۡ ءَاتَيۡتَنَا صَٰلِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ١٨٩) الأعراف
والأية هنا تربط وتُذكر الناس بأن الله هو الذي خلقهم من نفس واحدة وجعل منها زوجها، وتربط حالهم اليوم في ما قدره الله من تكاثر هذا الخلق. وقال فلما تغشاها هذا الزوج حملت حملًا خفيفا فمرت به وهي فترة الحمل ثم ثقلت، فدعوا الله مخلصين لأن أتيتنا صالحًا يعني ليس فيه عوق ولا نقص ولا مرض لنكونن من الشاكرين. فلما أتاهم صالحا جعلوا له شركاء في ما أتاهم، لانهم شكروا من لا يخلق شئ وهم يُخلقون، لذلك كان هذا الربط بين ءاية الخلق الاول وخلق الناس الأن ليذكرهم بأن الله هو الخالق وليس له مثل في ذلك فتعالى عما يشركون ....
إذًا بداية خلق الانسان أو البشر هو تلك المواد الأولية التي ذكرناها أعلاه، فتكون نفس واحدة، ثم خلق منها زوجها ويعني ذلك أن بداية الانسان لم تكن من نفسين بل كان ذلك فى المرحلة الثانية.
أما الأية التالية فهى مثل وءاية صريحة بينة لهم في خلق الله ليؤمنوا بكتبه وما فيها من ءايات اليوم الاخر: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٖ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ٥٩) ءال عمران
وعندما يضرب الله الأمثال فلا يضربها امثالًا جزئية أو ناقصة وإنما مثلًا كاملًا، ويجب أن نتفكر في قوله مثل عيسى عند الله، فهذا يعني تشابه الخلق تشابها تامًا عنده. ولتوضيح هذه الفكرة نتأمل الأية التالية: (إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرًا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ فَلَا تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡ وَقَٰتِلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ كَآفَّةً وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ ٣٦) التوبة
ومنها نفهم نظام الله تعالى فى تقسيم عدة الشهور. وإن جاء أحد بنظام أخر فلن يكون من عند الله. وهذا مثال لتقريب المفهوم، وهناك أيات كثيرة أيضا تبين ذلك: (إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُ وَمَا ٱخۡتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡ وَمَن يَكۡفُرۡ بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ ١٩) ءال عمران
وكما نرى اليوم فالناس تدعي لنفسها مصطلح أديان. مثلا الدين الاسلامي لأن المسلم اليوم ينتمي الى المصطلح وليس الى المعنى. واليهودي كذلك والنصراني كلها لها معاني في القرءان، ولكن البعض جعلها دين. وما أُمروا إلا ليعبدوا الله وحده ولا يتفرقوا في الدين الوحيد الذي انزله الله للناس وهو الاسلام الحنيف لله وحده.
وعودة لمثل عيسى عند الله فهو كمثل أدم وقد خلقه الحق كما خلق أدم وليس كما يزعم النصارى بأنه ثالث ثلاثة أو أنه إله!
لأن الله خلقه خلقًا مشابهًا تمامًا لخلق أدم، وخلق أدم كان من تراب، ونحن أيضًا من تراب. ولكن لم يقل مثله عند الله كمثلكم خلقه من تراب وخلقكم من تراب. إذًا فوجه التشابه فى المثل كان خلقه من دون أب. فيكون المعنى ان مثل عيسى عند الله كمثل أدم عنده. أدم من تراب وعيسى من تراب، أدم من غير أب وعيسى أيضًا. فلا يصح ان يكون المثل مشابهًا لجزء من الحالة وإنما مطابقًا لها.
ونستنتج من الأيات أعلاه أن عيسى كان خلقه مماثلًا لخلق أدم وعيسى كان له أم وبالتالي فإن أدم كان له أم ولم يكن له أب.
وأيضًا نستنتج أن الله قد خلق الإنسان أو البشر من نفس واحدة، وبذلك فإن جنس هذه النفس الواحدة التي ابتدأ منها الخلق هي الانثى وليس الذكر.
لماذا لا نقول أن النفس الواحدة أنثى وليس ذكر؟
أولًا لأن لا دليل لدينا من الكتاب أن أول الخلق ذكر، وأن ما قيل عن أن زوج أدم خلقها الله من ضلعه هو دليل لاصحة عليه ولاشيء يصادق عليه من كتاب الله. إذًا لا نناقش كلام لاوجود له في كتاب الله.
وهنا نسأل ونقول هل معنى هذا أن أدم كانت التي ولدته هى زوجه؟
نعم لاننا نتحدث عن بدء الخلق، ولم تبدأ بعد عملية التكاثر. وقد لا يقبل البعض هذه الفكرة لما نشأنا عليه من حرمة علاقة التكاثر بين الأم والابن. وهذا صحيح لان الله هو الذي حرم ذلك. ولكن لا ننسى أننا هنا نتحدث عن بداية خلق هذا مخلوق جديد. وإذا لم نقبل هذه الفكرة فيجب أن لا نقبل أيضا ما بُث من أدم وزوجه لوجود صلة القرابة ونعتبر ذلك حرامًا. وهذا غير صحيح فبداية الخلق وتكاثره يختلف عن ما هو عليه الناس اليوم.
وسنبين أن أدم وزوجه هم أول الخلق ولا يوجد قبلهم قردة ولكن بعد أن نجيب على الاسئلة التالية:
هل كان أدم وزوجه هما أول الخلق أم كان قبلهم خلقًا من نفس الصنف وتطوروا؟
وهل هناك ءايات تثبت أن هناك من كان قبلهم؟
وما هو البشر وما هو الانسان؟
وما معنى خلقكم اطوارًا؟ هل يعني ان الانسان كان على هيئة وتطور الى مخلوق أخر؟ أم أن الأية تعني مفهومًا أخر؟
سنحاول الاجابة من الأيات على هذه التساؤلات.
لا توجد ءاية واحدة تخبرنا أنه كان هناك خلقًا من صنف الإنسان أو البشر قبل أدم وزوجه. وما نسمعه اليوم هو مجرد استنتاج بني على اساس خاطيء في فهم الاية التالية: (وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةً قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ٣٠) البقرة
وسأبين لكم أين وقع هذا الخطأ في فهمها. فنظرية داروين لم تكن يومًا دليلًا يقيني على أن هناك إنسان قبل أدم وأن أصله قرد وتطور ولا نعلم نوايا صاحبها الحقيقة. ولكن نحن لدينا علم من الكتاب وأخبار من الله فلا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. وللإجابة على سؤال هل توجد لدينا ءاية تثبت ان أدم كان قبله بشر أو ناس! والجواب لا يوجد.
سيسأل احد ويقول أن الله قال سيروا في الارض فانظروا كيف بدء الخلق! وهذا اقتطاع للسياق الكامل للأية التى تبين لهم كيف ان الله يُحيي الارض بعد موتها. وهى ءايات نراها في كل مكان، ولا علاقة لذلك في ان يبحثوا ليجدوا هيكل عظمي لقرد ونقول أن هذا هو بدء الخلق!
(أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ كَيۡفَ يُبۡدِئُ ٱللَّهُ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُٓ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ ١٩ قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ بَدَأَ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِئُ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡأٓخِرَةَ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ٢٠ يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَرۡحَمُ مَن يَشَآءُ وَإِلَيۡهِ تُقۡلَبُونَ ٢١) العنكبوت
والأن سنجيب عن تلك الاية التي أخطا الكثير فى فهمها، وبنى على اساسها المفكرين قاعدة وجود خلق الانسان أو البشر. بداية يجب أن نتعلم اسلوب القرءان فى أن الكتاب في كثير من الاحيان عندما يريد ان يبين موضوع فإنه يعطي في البداية عنوان لما سيتحدث عنه، وبعدها يبدأ بالقص علينا. لذلك سنقرأ الأيات من البداية لنعلم عنوان الأيات وموضوعها: (كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتًا فَأَحۡيَٰكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ٢٨ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعًا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ ٢٩) البقرة
يبين الله أنه خلق لنا ما في الارض جميعًا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات. وهنا هو موضوع الأية وهو أنه بكل شيء عليم، وسيبين الله لنا كيف أنه بكل شيء عليم. حيث أتت بعدها كلمة إذ دلالة لبداية الشرح وقص الأيات تحت عنوان أن الله بكل شيء عليم: (وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةً قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ٣٠) البقرة
هذه الأية هي ليست أية بداية الخلق وهذا هو الخطأ الكبير الذي لم ينتبه إليه الناس. لأن الكتاب يقص علينا الكثير من القصص والأنباء بدون ترتيب زمنى، وإنما حسب موضوع وعنوان ما يريد الله تبيانه. وهناك مثال على ذلك في السورة التي سُميت الصافات نجد قصة ابراهيم ثم موسى وهارون وبعدها جائت قصة لوط، فالترتيب الزمنى ليس شرطًا بل الموضوع هو أساس الترتيب.
لذلك فهذه الأية التى نتناولها هي ليست ءاية بدء خلق أدم، وإنما هي ءاية جائت بعد ان شاء الله أن يجعل خليفة في الارض لعلمه بما يحدث في الارض فهو بكل شيء عليم. كما بدأنا عنوان الاية فكان من الناس الصالحين ومنهم من يسفك الدماء ولكن الله يعلم ان ليس كل الناس كما يظن الملائكة بظاهر ما يرون وليسوا بقائمين على كل نفس وكانوا يكتمون في انفسهم أمرًا والله يعلم سبب قولهم هذا.
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةً قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ٣٠) البقرة
إن الذي يفسد فيها هم الناس بعد أن تكاثروا وأفسدوا وأغواهم الشيطان ولكن الله عليم حكيم. فاصطفى الإنسان ليكون خليفة في الارض يحكم فيها بما أمر الله ولا يفسد فيها ويُصلح وأن يحمل تلك الامانة التي وكلها له، كما وكل للملائكة وظائف. وجعله حرًا في كيفية الاختيار لانه قد اتاه من المقدرات العقلية التي تجعله قادرا على تلك المهمة وطالما أعطاه الخلافة فستكون له الحرية في القرارات، وقد بين له بانزاله الكتب والتبيان والخطوط العريضة في قانون الحكم ولا نريد ان نتشعب في هذا المحور فهذا يحتاج الى كثير من الأيات.
والمقصد هنا هو علم الله بالإنسان الذي سيصبح خليفة فى الأرض وأن فيهم المُصلح والمُسئ. وقد حكمت الملائكة على الانسان بأنه يسفك الدماء ويفسد في الأرض. وهو حكم ظني فقد تكلموا وحكموا بما ليس لهم به من علم وحكموا على المحسن والمسيء حكما واحدا تماما كما فعل داوود فى هذا القصص: (إِنَّ هَٰذَآ أَخِي لَهُ تِسۡعٞ وَتِسۡعُونَ نَعۡجَةً وَلِيَ نَعۡجَةٞ وَٰحِدَةٞ فَقَالَ أَكۡفِلۡنِيهَا وَعَزَّنِي فِي ٱلۡخِطَابِ ٢٣ قَالَ لَقَدۡ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعۡجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلۡخُلَطَآءِ لَيَبۡغِي بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٞ مَّا هُمۡ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّٰهُ فَٱسۡتَغۡفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّۤ رَاكِعًاۤ وَأَنَابَ ٢٤ فَغَفَرۡنَا لَهُ ذَٰلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلۡفَىٰ وَحُسۡنَ مََٔابٖ ٢٥) ص
نلاحظ هنا أن داوود قد حكم بالظن على هذا الشخص وجعله من الخلطاء الذين يبغون على بعضهم البعض. فقد فتنه فاستغفر ربه وخر راكعًا واناب لأنه قد تذكر أنه قد حكم بالظن، وهو الذي أتاه الله الملك والحكم فيجب ان يكون عادلًا في حكمه ولا يتبع الظن فيظلم الناس ويظلم نفسه. (يَٰدَاوُدُ إِنَّا جَعَلۡنَٰكَ خَلِيفَةً فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱحۡكُم بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلۡهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدُۢ بِمَا نَسُواْ يَوۡمَ ٱلۡحِسَابِ ٢٦ وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا بَٰطِلًا ذَٰلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ ٢٧﴾ ص
الخليفة يجب أن يحكم بين الناس بالحق ولا يتبع الهوى وان الله لم يخلق السموات والارض باطلًا.
إذًا الملائكة حكمت على الناس بحكم ظني غير صحيح فهي لا تعلم حقيقة كل هؤلاء الناس وكان في نفسها شيء تكتمه قد علمه الله.
(وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ فَقَالَ أَنۢبُِٔونِي بِأَسۡمَآءِ هَٰٓؤُلَآءِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٣١ قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ ٣٢ قَالَ يَٰٓـَٔادَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡ فَلَمَّآ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ ٣٣) البقرة
الأسماء في القرءان لاتعني الاسماء في كلامنا اليوم. ففي القرءان معناها هو الصفات بكلامنا اليوم، ولله الاسماء الحسنى يعني الصفات الحسنى. وكلمة يصف أو وصف أيضًا لا تعني كلمة صفة في كلامنا اليوم. ولابد أن نلاحظ مدى الاخطاء في لساننا اليوم وعدم مطابقته للسان العربي الذي نزل به القرءان.
إذًا هذه الاسماء كانت لصفات لهؤلاء الناس وقد علم الله أدم صفات هؤلاء الناس، أو الاصح اسمائهم، وكونهم مسيئين أو محسنين، أو خليط من المحسنين والمسيئين، أو المصلحين والمفسدين. فقال للملائكة انبئوني بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين فقد ادعيتم انكم تعلمون الغيب وحكمتم على هؤلاء الناس انهم مفسدين ويسفكون الدماء. ونلاحظ أنه استخدم كلمة انبئوني بأسماء، والنبأ هو اخبار بشيء ولم يقل لهم ما يدعون هؤلاء. إذًا المعنى فيه اختلاف عن مفهومنا القديم وكان سؤاله لهم ان ينبأوه بأسماء (صفات) هؤلاء الناس. فإن كنتم صادقين في حكمكم وما ادعيتم من قبل فنبأوني! ولكنهم قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. فأنت الذي تعلم وتعلمنا ما تريدنا ان نعلم. هنا انتهت هذه الاية التي عنوانها العليم الحكيم، وبين الله ذلك النبأ في ما حدث من قبل و فى هذه الاية كانت الملائكة قد سجدت من قبل لأدم في أول خلقه وكان قد تم طرد ابليس من الملأ الاعلى وبعد أن تكاثر الناس.
قد يسأل سائل كيف يصطفي الله أدم وهو أول الخلق؟
نلاحظ الأية: (إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰٓ ءَادَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ وَءَالَ عِمۡرَٰنَ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ ٣٣﴾ ءال عمران
إن أدم وقومه ونوحًا وقومه وءال إبراهيم وقومهم وءال عمران وقومهم قد اصطفاهم الله من بينهم فليس معقولًا أن يجمع الله نوح وءال ابراهيم وءال عمران مع أدم الذي اصطفاه من بين القردة، هذا كلام غير منطقي وغير صحيح والاصطفاء هو ان الله اختارهم ليكونوا من عباده الذين اتاهم رسالة وتبيان ليحكموا بين قومهم بالحق وكل ذلك بعلم وحكم ومن العليم الحكيم وطبعًا لكل اصطفاء نوع حسب السياق.
جائت بعدها ءاية مفصلة عن التي قبلها لأن الكتاب ءايات مفصلات وقد جائت هذه الأية لاعلاقة لها أبدًا بالتي قبلها من ناحية الترتيب الزمني: (وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٤ وَقُلۡنَا يَٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٣٥ فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ ٣٦ فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ٣٧ قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ٣٩﴾ البقرة
هذه هي ءايات بداية الخلق وكيف عصى ابليس ربه وكيف أغوى أدم وزوجه ثم اجتباه ربه فغفرله ثم هدى. وهنا قد حدث سوء فهم، فالأيات هنا مرتبة حسب الموضوع وليس ترتيب زمنى.
نجيب الان على سؤال ما هو البشر وما هو الانسان؟ واضع سؤالًا مشابهًا: من هو الله ومن هو الرحمن ومن هو الرحمن ومن هو المهيمن؟
أكيد ان تلك هي أسماء الله ويجب أن نكون ربانيين لنعمل بها ونُفعّلها كما فعل الرسل من قبل وبهداهم نقتده. وبما بين الله لنا من قصصهم وما فيها من عبرة. فالكتاب يستعمل الكلمة حق استعمالها وبما يتلائم مع الأية وموضوعها لتكون أكثر وضوحًا وأكثر تبيانًا للمقصد.
وأنا لست من النوع الذي اطرح اسئلة لا فائدة منها. يعني لا اقول لماذا قال هنا كذا ولم يقل كذا إلا اذا كنت اريد أن افهم مقصد الأية فأبدا بالبحث. وبما ان كلمة بشر وانسان حصل بينهما ونتج عنهما مفهوم أخر لذلك كان علينا البحث والتبيان في الكلمتين. وكما قلت أن الكلمتان هي لنفس ذلك المخلوق فهو بشر وهو انسان، كما ان الله هو الرحمن وهو الرحيم ولتبسيط هذه الفكرة أذكر ءاية تساعدني في التوضيح: (كَذَٰلِكَ أَرۡسَلۡنَٰكَ فِيٓ أُمَّةٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهَآ أُمَمٞ لِّتَتۡلُوَاْ عَلَيۡهِمُ ٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ بِٱلرَّحۡمَٰنِ قُلۡ هُوَ رَبِّي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ مَتَابِ ٣٠﴾ الرعد
لماذا استخدم الرحمن هنا في هذه الأية ولم يستخدم الله! فلماذا هذا الاسم بالذات؟
لان الله يعلم كيف يستخدم الكلمة بما يناسب الموضوع فالأية تتحدث عن رحمة الله في قوم الرسول فهم يكفرون بالله وقد أنزل إليهم كتابًا ليرحمهم ويخرجهم من الظلمات الى النور فهو يستخدم كلمة الرحمن لانه رحيم بهم بإنزاله كتاب نعمة ورحمة لهم. بهذا الوجه من التدبر نفهم من موضوع الاية المقصد من إستخدام تعبير معين.
فلماذا يكون استخدام كلمة إنسان بدل كلمة بشر وبالعكس؟
أولًا هو نفس السبب الذي ذكرناها اعلاه.
ثانيًا يوجد لدي مقال تحت عنوان بعض المفاهيم من الكتاب فهو يتحدث عن معنى الكلمة المجردة وكيف يكون إستخدامها حسب السياق فمعنى الكلمة هو الأصل حتى لو صارت اصطلاحًا للدلالة على ذلك الشيء. وكل كلمة لها أصل ومعنى وهذا هو أحد أسباب فهم الكتاب بعد هداية الله لمن يشاء طبعًا. وممكن أن يكون أحد اهم الأسباب لعدم فهم الكتاب أيضًا إذا لم يتم الرجوع الى معنى الكلمة من القرءان أولًا.
سنذكر ءايات تبين لنا معنى كلمة بشر والتي من اجلها صارت اصطلاحًا له وتعريفًا. ولكن ابتداءً فإن معنى كلمة بشر هو إذا جاء شيئًا جديدًا، وهذا هو المعنى المجرد. فمثلًا بشيرًا ونذيرًا فالمقصود أنه بشرى للذين يعملون الصالحات. ومثلًا قوله فبشرهم بعذاب أليم فهي بشرى غير سارة ولكنها بشرى أيضا لانها تعتمد على السياق. ومثلًا نبشرك بغلام أي انه سيأتيه غلام وهكذا. وتستطيعون تدبر الكلمة من خلال الأيات الكثيرة منها على سبيل المثال:
(إِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي خَٰلِقُۢ بَشَرًا مِّن طِينٖ ٧١ فَإِذَا سَوَّيۡتُهُ وَنَفَخۡتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَٰجِدِينَ ٧٢) ص
اني خالق بشرًا من طين وهذا يعني أنه سيخلق خلقًا جديدًا من طين.
(وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلۡمَآءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهۡرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ٥٤) الفرقان
خلق خلقًا وبدايةً جديدة من الماء.
الاسم الثاني له وهو الانسان وللكلمة معنى مجرد وهي من فعل أنس والذي يعني به أنه يُرى من قبل الغير. وكلمة انسان مثل رمضان أو فرقان من فعل رمض ومن فعل فرق فهو اسم للفعل أو صفة ملازمة. فمثلا موسى قد أنس نار من جانب الطور، يعني أنه قد علم بوجود النار من خلال ضوء أو ما شابه ذلك، ولكنه أنس تلك النار ولم تكن مخفية عنه، وتلك صفة معاكسة لفعل جن، والجان خلقهم الله من قبل من نار السموم ولست من الذين يقولون أنه لا يوجد مخلوقات الجن فالأيات كثيرة لا يمكن انكارها ولا أريد الدخول بهذا الموضوع. وسنكتب لاحقًا إن شاء الله عن موضوع الجن.
المهم هنا هو أن إسم بشر وإنسان لها معنى ولا علاقة لها بأن أحدهما قرد ولا يصح قول ذلك، لإن تلك الكلمات ومعانيها والأيات التي اتت فيها لا تشير إلى أن المقصود كائن وحشي وتطور ونفخ الله فيه من روحه وأصبح شيئًا أخر، فلم أجد هذه القصة أبدًا ولا أي شيء يوحي إليها. ولسنا من أصل القرد بل خلقنا الله بما نحن عليه الأن، هو نفس الانسان لم يكن شيئًا أخر أبدًا.
كيف خُلقنا أطوارًا؟ (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا)
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّنَ ٱلۡبَعۡثِ فَإِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ مِنۡ عَلَقَةٖ ثُمَّ مِن مُّضۡغَةٖ مُّخَلَّقَةٖ وَغَيۡرِ مُخَلَّقَةٖ لِّنُبَيِّنَ لَكُمۡ وَنُقِرُّ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخۡرِجُكُمۡ طِفۡلًا ثُمَّ لِتَبۡلُغُوٓاْ أَشُدَّكُمۡ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡلَا يَعۡلَمَ مِنۢ بَعۡدِ عِلۡمٖ شَيًۡٔا وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ وَأَنۢبَتَتۡ مِن كُلِّ زَوۡجِۢ بَهِيجٖ ٥﴾ الحج
كل تلك المراحل لتكوين الانسان هي أطوار خلق من بعد خلق. كل خلق له شكله وخصائصه ولكن بكل تأكيد فهو لا يخرج عن أمر الله في التكوين ولا يمكن ان يمر بمرحلة القرد وبعدها يكون إنسان بل يمر بمراحل في كل عمر له خلقه وخصائصه.
(خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ ثَمَٰنِيَةَ أَزۡوَٰجٖ يَخۡلُقُكُمۡ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ خَلۡقًا مِّنۢ بَعۡدِ خَلۡقٖ فِي ظُلُمَٰتٖ ثَلَٰثٖ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ ٦) الزمر
خلقًا من بعد خلق وهى مراحل الانسان في بداية تكوينه، وكذلك تختلف مراحل الانسان بعد خروجه طفلًا وشابًا شديدًا وثم يعود ضعيفًا. هناك شيء أخر قد يحدث للإنسان وهو ينتج من زواج نوعين من الناس أسود وأبيض مثلًا فيخرج جنين جديد له صفات من الأب وصفات من الأم. ولكن لن يخرج متسلقًا للأشجار!!!
وقد يحدث ان يكون يتكيف الانسان مع البيئة التي يعيشها فمثلًا نفس الشخص لو كان يعيش في المدينة يختلف عن ما لو كان يعيش في الريف أو الغابة. فالثاني ستؤثر عليه البيئة والعمل الشاق في الزراعة فتكون يده قاسيتان مثلًا، وتكون بشرته أكثر خشونة وهكذا. ولكن بكل تأكيد لن يتطور ويكون له قدم قرد أو أنياب قرد، ولن يكون نسخة جديدة للانسان.
ارجو أن لا أكون قد أطلت عليكم، فالايات مترابطة في هذا الموضوع.
والحمد لله رب العالمين الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.
التعليقات على الموضوع (6)