هلاك الظالمين ونجاة الرسل والمؤمنين
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿101﴾ فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ﴿102﴾ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿103﴾﴾ سورة يونس
الموضوع الذي نحاول أن نتذكر فيه هو سنة الله في من يبعث لهم رسولاً.
كثيراً من الآيات التي كانت تقص من أنباء القرون الذين بعث الله لهم رسلاً منذرين ومبشرين وكانت بعثة الله للرسل هي تقديرية من الله بعد أن يطغى الفساد على الاصلاح وعبادة غير الله وبالتالي يؤدي ذلك الى إتباع احكام طاغوتية تشيع فيها المظالم. وفي كل مرة يذكر الله من خلال رسالته لقوم الرسول ولأهل الكتاب في القرءان أنهم لا يختلفون عن الذين سبقوا، ويعني ذلك أن كفارهم ليسوا بأفضل من أولئك الذين كفروا من قبل وجائتهم رسلهم بالبينات وأهلكهم الله بذنوبهم
﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴿40﴾ وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ ﴿41﴾ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ ﴿42﴾ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَائِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ﴿43﴾﴾ سورة القمر
وكذلك قال: ﴿وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴿45﴾ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿46﴾﴾ سورة سبأ
فكان تبيان الله لهم أنهم قد كفروا به وقد وقد أفسدوا في الارض وازداد طغيانهم وإسرافهم.
﴿كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ ﴿30﴾﴾ سورة الرعد
كذلك قوله: ﴿أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ ﴿5﴾ وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ ﴿6﴾ وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿7﴾ فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ ﴿8﴾﴾ سورة الزخرف
نرى بوضوح وكلنا يعلم أن قوم الرسول كانوا كافرين ومشركين وأفسدوا في الأرض بسبب إشراكهم وإتباعهم الطاغوت، وكذلك فعل أهل الكتاب بعد أن هجروا كتاب ربهم واتبعوا كتابات البشر الذين اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً، فجاء رسول لهم ولأهل الكتاب ولمن بلغ نذيراً وبشيراً ومبيناً وينذر بعذاب شديد إن لم يتبعوا كلام الله الذي هو رحمة لهم وإصلاح للأرض.
لكن الذي يجب أن لا ننساه أبداً أن الله لا تتبدل سنته في من يأتيهم رسول يعني ذلك أنه إذا جاء رسول ولم يؤمنوا به فسيكون هناك هلاك لهم كما فعل الله بقوم نوح وعاد وثمود وفرعون وغيرهم ممن قصهم علينا وكررها عدة مرات ليكون ميسراً للذكر فهل من مدكر.
الذي أريد أن اذكر به وهو شيء مهم جداً وأسأل الله أن يكون فيه ذكرى هو أن قوم الرسول قد وعدهم الله بعذاب شديد وقال أنه سيأتيهم ما كانوا به يستهزئون
وفي كثير من الآيات وأن وعد الله حق ولن يخلف الله وعده.
﴿وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ ﴿5﴾ فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿6﴾ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ﴿7﴾ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَاكَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿8﴾ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿9﴾﴾ سورة الشعراء
بعد هذه الايات كما في غيرها الكثير ولكن نأخذ هذه الآيات لندرسها.
يقول الله أن قوم الرسول كذبوا بالكتاب الذي أُرسل اليهم وأنه سيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون، وقال بعد ذلك أولم يروا الى الارض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم. نقف هنا فما علاقة أن الارض أنبتت من كل زوج كريم! مع عذاب وهلاك الذين سبقوا، فالموضوع فيه آية!
يقول ان في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين. فالله يضرب لنا كثيراً من آيات خلقه التي نراها كل يوم لتذكرنا بالاخرة فنحن نرى أن الارض وثمارها تنبت وتخرج ثماراً كثيرة ومباركة (أن كنا نتكلم عن النباتات وثمارها مثلاً)
فالشجرة تزرع ببذر واحدة صغيرة تنبت في الارض، وثم يبعث الله لواقح لتحمل ثماراً كثيرة، وكل ذلك من حبة واحدة ولكن إنتاجها مبارك وكثير الخير، وكل شيء على هذه الشاكلة. فالإنسان أيضا خلقه من نفس واحدة وجعل منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءاً وهذا بداية الخلق. واليوم البشر يتكاثرون من تزاوج رجل وامرأة ويخرجون عدد من الانفس ازواجاً، والاسماك والطيور وكل زوج هو كريم يخرج منهم وينتج أزواجاً كثيرة. وهكذا يخلق الله ويبارك في خلقه وكل شيء بمقدار وميزان.
ونرجع الى الآية لنعلم العلاقة والتي هي أية لنا لان الله يهلك الظالمين وينج المؤمنين وهذه سنة الله التي لا تتبدل في من يبعث لهم رسول. وبعد أن يهلك الظالمين وينج المؤمنين، يتكاثر هؤلاء المؤمنين ويزدادون ويخلفوا خلفاً آخر، وهذا الخلف بكل تأكيد لم يكونوا كلهم مؤمنين فهم ليسوا سواء والشيطان مستمر بأغواء البشر فيكون قسم مؤمنين والاخر كافرين ومشركين ويرجع الفساد وينتشر مرة آخرى وسأذكر بعض الايات التي تؤكد هذا المفهوم:
﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿9﴾﴾ سورة الأنبياء
﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿69﴾﴾ سورة الأعراف
وكلنا يعلم أن قوم نوح أهلكهم الله في الطوفان وأنجى نوح والذين امنوا معه فتكاثروا وازدادوا فلم يكونوا كلهم أمة واحدة لان الذين خلفوهم قوم بعد آخر لم يكونوا كلهم مؤمنين فمنهم من كان مؤمن ومن كان كافر.
لذلك قال الله لنوح: ﴿قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ ۚ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿48﴾﴾ سورة هود
الذين كانوا معه في الفلك هم الذين أمنوا معه فلماذا قال الله وأمم سنمتعهم ثم يمسهم عذاب أليم؟
لان الله يعلم أنه سيكون من خلف هؤلاء من ينقض عهد الله ويكون من الظالمين. كما قال لابراهيم أيضا عندما دعا ربه وقال: ﴿وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴿124﴾﴾ سورة البقرة
رغم أن إبراهيم وإسحاق كانا مسلمين حنيفين ولكن لم يكن كل ذريتهما من المؤمنين
﴿سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ﴿109﴾ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿110﴾ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿111﴾ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿112﴾ وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ ﴿113﴾﴾ سورة الصافات
فنلاحظ أن من ذرتيهم محسن وظالم لنفسه مبين فالله تعالى أعطى البشر حق الإختيار وهذا هو الذي يحاسب عليه الله وليس الهدى بالوراثة وبالنسب إلى الصالحين.
وكانت هذه أيضاً سنة الله في قوم عاد: ﴿وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً ۖ فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿73﴾ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴿74﴾﴾ سورة الأعراف
خلفاء من بعد عاد لأن عاد أهلكهم الله وأنجى رسوله والمؤمنين وأنشا الله بعدهم قوم آخرين فكفروا أيضا بعد فترات من الزمن ورجع الفساد.
﴿وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ ﴿133﴾﴾ سورة الأنعام
وهذه آية اخرى: فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿5﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ﴿6﴾﴾ سورة الأنعام
الله يعدهم أنه سوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون ويذكرهم أنه قادر على أن يهلكهم وينشأ من الذين يبقيهم ذرية آخرى كما فعل من قبل في الذين سبقوا.
﴿فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿6﴾ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ﴿7﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴿8﴾ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿9﴾﴾ سورة الشعراء
اذن الآية التي يذكرنا الله بها أنه يهلك القوم الظالمين وينشأ من كل زوج كريم ذرية آخرى تتكاثر بدورها، والارض والمخلوقات هي آية لنا فيها ذكرى لعذاب الله الذي لا يعجزه شيء، فيهلك الظالمين وينجي المؤمنين وينشيء منهم قوم آخرين. وأنه هو العزيز الرحيم الرحيم الذي لا غالب له ذو القوة لا يعجزه شيء يهلك الظالمين ويرحم المؤمنين بأن ينجيهم من القوم الظالمين. وإن ربك لهو العزيز الرحيم.
الذين استثناهم الله من العذاب بعد ما أختلفوا في الكتاب هم بني اسرائيل فقد قال: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ۗ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ ﴿45﴾﴾ سورة فصلت
خلاصة الموضوع أن سنة الله هي نفسها وأن الله بعث الرسول في قومه الأميين وأيضاً أهل الكتاب، وأن الله قد وعدهم بالعذاب ومن أصدق من الله وعداً. واذا جائهم عذاب وأنجى الله الرسول والذين امنوا وأنشأ منهم قوم اخرين ورجع الكفر والاشراك، فكيف لنا أن نثق من التاريخ الذي بين أيدينا من روايات وسير وأحداث وكل شيء عن ما مضى فنحن لاعلم لنا بالغيب الذي كان بعد الرسول ولا نعلم ان الكتاب قد نزل قبل الف واربعمائة عام فكل ذلك قول زور لاننا نشهد ونصادق بما لم نشهده وليس لنا علم من الله به.
والذي واضح من خلال آيات الله التي أنزلها لنا في هذا الكتاب أن كل شيء مخالف لما نحن عليه اليوم فقد تم فعلاً ما حدث من قبل في القرون لان كل شيء مخالف لكلام الله.
فالله اهلك الكافرين في زمن الرسول وأنشأ قوم آخرين من ذرية المؤمنين ورجع الكفر والضلال بعد مرور الزمن على الأولين الذين أنجاهم، وبلغ الكفر والاشراك من الكبر ما بلغ في الذين سبقوا من القرون التي اهلكها الله. والذي يجعلني اقول ذلك هو إيماني بأن الله لا يخلف وعده فقد وعدهم بالكثير من العذاب والهلاك وضرب لهم من الأمثال الكثير من أخبار الذين سبقوا وأنهم سيأتيهم ويحيق بهم نفس ما كان يستهزأ به السابقون.
فلنتمسك بكتاب الله ولا نأخذ من الدين إلا من هذا الكتاب فلا تواتر ولا ظنون ولا أكاذيب فأن فعلنا فسنكون شهداء زور لان كلام الله مخالف لما نحن عليه فلا يعجبكم كثرة الخبيث ولو كانت الآمة كلها عليه. فقد أنزل الله تعالى كتاباً مفصلاً وتبياناً لكل شيء، وكفى به هادياً ونصيراً
﴿قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ ﴿101﴾ فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِهِمْ ۚ قُلْ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿102﴾ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿103﴾ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿104﴾ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿105﴾ وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ ﴿106﴾ وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿107﴾ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ﴿108﴾ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴿109﴾﴾ سورة يونس
التعليقات على الموضوع (3)