خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها
بإسم الله الرحمان الرحيم ظلت فكرة أن أدم هو أول البشر و كون زوجته حواء خلقت من ضلعه و أن منهما إنبثقت البشرية جمعاء تخيم على جميع الديانات السماوية بما فيها الإسلام و للاسف بني هذا الإعتقاد من المنظور الإسلامي على دراسة النصوص القرانية بطريقة سطحية و إسقاط ما جاء في الأحاديث عليها و في الحقيقية لدينا ثلاتة ايات تتطرق لهذا الموضوع
- يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا - خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ - هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فللوهلة الأولى تبدوا هذه النصوص مطابقة لتفسيرات السلف و لما جاء في الحديث و أن مفهوم خلق منها أو جعل منها يعني بالفعل أن الزوج خلق من جسم النفس الأولى بغض النظر هل خلق من الضلع أم لا و هذا راجع للمفاهيم الخاطئة التي ورثناها عن لغة سيبويه أما في لسان القران الحقيقي فالمعنى مختلف تماما - فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ كما تلاحظون فمعنى جعل من أنفسكم لا تعني بتاتا من أجسادكم - في هذه الأية خلقت الأزواج البشرية من الأنفس البشرية - و في الأيات السابقة خلق الزوج الواحد من النفس الواحدة و في كلتا الحالتين الخلق من النفس يعني الخلق من نفس الجنس و الفصيلة أي أن الزوج المخلوق خلق من نفس فصيلة النفس الأولى و ليس من جسدها لكن هذا التفسير لا يحل سوى نصف المشكلة كون المرأة لم تخلق من جسد الرجل و يبقى إشكال خلقنا من نفس واحدة الذي لا يمكننا نكرانه أو التلاعب بالأيات لننفي ما هو صريح و بين في القران فبالفعل كلنا ننبثق من نفس واحدة و لكن في نفس الوقت هذا لا يعني أن هذه النفس هي أول نفس بشرية خلقت فكما يؤمن أصحاب المذاهب و الأديان الأخرى أن البشرية الحالية كلها منبثقة من نوح بعد هلاك باقي البشر في الطوفان فيمكننا أن نطبق نفس الفكرة على النفس المذكورة في الأيات فقد تكون ذريتها هي الوحيدة التي نجحت في البقاء و الصمود في وجه الظروف الطبيعية لسبب من الأسباب و الغريب أن بعض العلماء الأمريكيين قاموا بتجربة بسيطة عن طريق إختبار للحمض النووي للبشر وصلوا بها لنتيجة أن جميع البشر الحاليين ينبثقون من نفس الشخص عاش حوالي 60 الف عام عن عصرنا الحالي و قدروا أنه عاش في إفريقيا https://www.youtube.com/watch?v=P9gyzRfrOVY https://www.youtube.com/watch?v=yUpallxo8bs https://www.youtube.com/watch?v=mtqwA2wtnqA https://www.youtube.com/watch?v=mbxMPl-xm8c بعد ثبوت وجود هذا الشخص قرانيا و علميا هل نستطيع الجزم أنه أدم خصوصا أن هذا الأخير لم يذكر بالإسم و يقترن بالنفس الواحدة في الأيات - هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ - فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ فكما ترون من المستحيل أن تكون النفس المذكورة هي أدم فالاية تتحدث عن شخصين أشركا و جحدا نعمة الله تعالى عليهما مما يأكد ان البشرية جمعاء تنبثق من شخص مشرك عاش قبل أدم و أن فكرة ان أدم هو أول الخلق فكرة خاطئة تماما
التعليقات على الموضوع (6)