الصلاة من يوم الجمعة
ليست المرة الاولى التي اكتب فيها عن الصلاة من يوم الجمعة ولكن التذكير هو الذي امر الله به... اولاً لا علم لنا من كتاب الله عن ما هي اسماء الايام في ذلك الزمن ولا نعلم اذا كانوا يطلقون اسماء على الايام ام ارقام لتعيين الايام. وليس حراما تسمية الايام بأسماء او ارقام انما هي امور عائدة للناس وزمنهم ومجتمعهم وظروفهم لان الله جعل اياته الكونية في الخلق ثابتة والناس لها عقول في استخدام تلك الثوابت والعلوم الكونية.
ونعود للذكر: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
لو تجرد الناس من التفاسير والموروث او ما يسمى تواتر او لنقل ان القرءان قد نزل الان ونقرأ تلك الاية فمن المستحيل ان نفهم ان هناك صلاة تدعى صلاة الجمعة لانه بكل وضوح يقول من يوم الجمعة وليس صلاة الجمعة.
إذ ان الصلاة من يوم الجمعة هي اي صلاة كانت تقام كغيرها من الايام الاخرى الا ان ذلك اليوم الذي كان يجمعون فيه لكثرة التجارة واللهو فكانوا يتركون الصلاة فيه .
ولازال هذا التقليد في تجمع الناس لاجل التجارة واللهو الى يومنا هذا وفي كل المجتمعات تقريبا..
وحتى ان لم يزل هذا التقليد باقيا الا ان الاية تشير الى انهم كانوا يجمعون في يوم معين للتجارة واللهو ولا نعلم اي يوم كان ولا نعلم حتى اسمه وليس شيئا مهما معرفته والمهم هو الموعظة من الله لهم ولنا ان لا يتركون الصلاة بذلك اليوم وما عند الله خير لهم من التجارة ولم يحرم عليهم التجارة واللهو انما الافضلية للصلاة. وهذا واضح من خلال الاية
(فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
فبعد انقضاء الصلاة يأمرهم بالانتشار والابتغاء من فضله كل وحسب عمله يبتغي الرزق والفضل من الله وان يذكروا الله كثيرا وهذه عبارة فيها كثير من المعاني لان ذكر الله هو في كل شي في التعامل مع الاخرين وعدم الغش والقول الحسن والتذكير والحمد وغيرها كلها تقع ضمن مفهوم ذكر الله فمن ينسى الله معناها انه ينسى تعاليمه وينسى فضل الله وينسى حمده.
ونكمل الاية: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ۚ قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ۚ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
عندما كانوا يرون التجارة يتركون الرسول قائما الذي كان يقيم الصلاة لهم ويتلو عليهم ايات الله ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم مما انزل الله عليه من القرءان فضل الله ونعمته على العالمين فيجب ان يسعوا لذكر الله والله خير الرازقين والدنيا والاخرة هي ملك له. فجائت تلك الايات لتوعظهم وتذكرهم.
والسؤال هو هل حرام ان تقام صلاة كما هو اليوم او ما يسمونها صلاة الجمعة؟
ليس هناك عمل لوجه الله حرام على العكس ..لكن ان نجعله تشريعا وامرا من الله هذا هو الحرام لاننا سنقول على الله ما لم يقله هو وسيكون افتراء واشراك مع الله في اوامره واحكامه لذلك نقول الذي يريد ان يصلي ما تسمى صلاة الجمعة فليصلي ولكن لا يعتبره تشريعا ولا يأمر احدا بان يفعل ما يفعل هو وان يقول ان الله لم يأمر بهذه الصلاة.. ونذكر في اية اسرائيل فكل الطعام كان حل لبني اسرائيل الا ما حرم اسرائل على نفسه يعني ذلك انه حرم على نفسه ولم يحرم على غيره والفرق كبير.
نأتي الان الى ما يحصل في ما تسمى صلاة الجمعة اليوم. فالذي يحصل هو ترسيخ في عقول الناس اكاذيب وافترائات وروايات كاذبة على الله ورسوله ورسله عامة وقليل ما يذكرون ايات الله واكثر ما يقال هو عن الصحابة وعن تقويل الرسول مالم يقل وما لم يفعل!!
فما فائدة هذه الصلاة؟؟!!
لا فائدة بل مضرة وافترائات على الله ورسوله بكلام لاوجود له ويخالف كلام الله في الكتاب وانا شاهد على ما يحصل والحمد لله قد تركت هذه الاماكن منذ ان انعم الله علينا بنعمة اتباع كتابه وحده وتخلصنا وتطهرنا من قال فلان وعلان ولم يبقى لدينا غير قول الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكفى بربي وربكم هاديا ونصيرا...
خلاصة: لاوجود لتلك الصلاة انما هي صلاة كالتي تحصل كل يوم لكن احد تلك الايام كان يحدث فيه تجمع اكثر من غيره للهو والتجارة فكانوا يتركون ذكر الله الذي يذكرهم به الرسول ويذهبون عنه فجائت الموعظة من الله لتذكرهم وتنبههم ان ما عند الله خير مما ذهبوا اليه وهو خير الرازقين..
والحمد لله رب العالمين
التعليقات على الموضوع (3)