تدبر الاية 46 من سورة غافر
تدبر اية ..(ٱلنَّارُ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدۡخِلُوٓاْ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ 46) سورة غافر..هذه الاية أسالت كثير من الحبر واعتقد الناس انها تدل على عذاب القبر تعالوا نتدبرها بكل دقة.
أولًا: لا يوجد شىء اسمه تفسير القرءان بل هناك تدبر وتفقه واشتهاد للفهم فقط لان القرءان جعله الله تعلى ميسر والله تعلى يقول..ولقد يسرنا القرءان للذكر..يعني ان الله تعلى شاء ان يكون كلامه أو وحيه ميسر للناس اجمعين ولولا ذلك لما فهمه أي مخلوق اذا كلمة تفسير هي خاطئة لان التفسير هو للشىء الغامض أو الصعب عكس القرءان الذي جعله الله تعلى هدى ورحمة للناس أي هداية للناس.
ثانيًا: فرعون لقب علم يعني شخص بعينه كان يسمى فرعون ولا يوجد شىء اسمه فراعنة وكلمة ءال فرعون مثل ءال عمران أو ءال ابراهيم الخ الخ فهي تعني جماعة ذلك الشخص أو اتباعه أو اهله.
ثالثًا: تدبر ءاية..(فَٱلۡيَوۡمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنۡ خَلۡفَكَ ءَايَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنۡ ءَايَٰتِنَا لَغَٰفِلُونَ 92) سورة يونس..هو ان الله تعلى شاء ان ينجي جثة أو بدن فرعون لكي يرى الناس ان هذا الذي ادعى انه رب ما هو الا عبد ضعيف مثلهم وشاهدت الناس بأم اعنيها فرعون وهو ميت أي جثة هامدة لكي يعلموا انه مجرد بشر ضعيف تجبر وطغى فوق الارض وتدبر كلام الله تعلى لمن خلفك آية ليس معناه المعجزة بل يكون فرعون عبرة لمن ياتي من بعده ويتجبر ويطغى فيكون مصيره الهلاك الحتمي والقران كله عبر لان فرعون لما راه الناس دفن بعد ذلك وانتهى الامر لكن قصته هي التى بقيت وسوف تبقى الى يوم القيامة هي اذا الاية تعني قصة فرعون هي الاية التى سوف تبقى لي يوم القيامة اذا قصة فرعون هي تذكرة والله تعلى يقول..(لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ تَذۡكِرَةً وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ).
رابعًا: كلمة.. غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ..هي حقيقة وهو ان في النار غدو وعشيا وفي الجنة ايضا لكن لا نعلم ماهية ذلك الغدو والعشيا والله تعلى يقول في اهل الجنة..ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ..يعني كما يوجد في النار غدو وعشيا يوجد ايضا في الجنة بكرة وعشيا .البُكرة: أُول النهار إلى طلوع الشمس والعامَّة يسمّون يومَ الغد كلَّه بُكرةً، وباكراً غُدْوَة، إبْكار، أوّل النّهار إلى طلوع الشّمس (فَأَوۡحَىٰٓ إِلَيۡهِمۡ أَن سَبِّحُواْ بُكۡرَةًوَعَشِيًّا) باكِر، يوم الغَد سأسافر إلى مكّة بُكْرَة..اذا هناك بكرة وعشيا في الجنة لكن لا نعرف كيف يكون ذلك لان الاخرة لها نواميس اخرى أي قوانين مختلفة عن قوانين الدنيا نعود الى عرض ءال فرعون لكي نتدبر الاية يجب ان نعلم ان النار والجنة سوف تخلقان يوم القيامة وليس قبل اذا هما غير مخلوقتان الان لان الله تعلى يقول..يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار ..يعني يبدل كل الكون وياتي كون اخر أو عرش اخر ..ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله تعلى ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون..يعني هناك نفختان النفخة الاولى هي نفخة دمار الكون الذي نعرفه والنفخة التانية هي خلق الكون الاخر الجديد السرمدي.
إذًا لا يمكن لأي مخلوق أن يتعذب أو يتنعم قبل يوم القيامة وقبل أن يرى أعماله ويأخد كتابه. لان الله تعلى أخبرنا ذلك بقول..(وَعَرَضۡنَا جَهَنَّمَ يَوۡمَئِذٖلِّلۡكَٰفِرِينَ عَرۡضًا)..أي أن العرض يكون يومئذ وليس قبل. والعرض الأول هو أن الكفار يرون جهنم .. (هَٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ).. كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ..(وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۢ بِجَهَنَّمَ يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ)... إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا ..و قوله إنها ترمي بشرر كالقصر..كل هذه الايات تدل على ان جهنم تعرض للكفار قبل دخولهم. اما الاية التى تقول على ءال فرعون انهم يعرضون على النار غدوا وعشيا، تدبرها هو ان النار محيطة بآل فرعون كما هي محيطة بكل الكفار والدليل قول الله...يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين...و قوله تعالى إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة..يعني ان النار محيطة بالكفار ومغلقة عليهم. (كُلَّمَآ أَرَادُوٓاْ أَن يَخۡرُجُواْ مِنۡهَا مِنۡ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ) ..كلما اراد الكفار ان يخرجوا من النار اعيدوا فيها لانها محيطة بهم وخير دليل قول الله..(هَٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا ٱلۡمُجۡرِمُون، يَطُوفُونَ بَيۡنَهَا وَبَيۡنَ حَمِيمٍ ءَانٖ) هنا جاء لفظ يطوفون بين النار واضح ومعناه يعرضون على النار غدو وعشيا يعني لا يوجد راحة في النار لأن الله تعلى يقول..لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون..يعني كل وقتهم عذاب في عذاب وجائت الاضافة ان ءال فرعون يعرضون على النار أي يطوفون في النار وهم في اشذ العذاب لان الله تعلى قال ..أدخلوا آل فرعون أشد العذاب..
إذًا خلاصة تدبر ((ٱلنَّارُ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدۡخِلُوٓاْ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ) هي ان ءال فرعون سوف يُعذبون في جهنم يوم القيامة وليس قبل، لأن الاية التى اتت قبل هذه الاية ...(فَوَقَىٰهُ ٱللَّهُ سَئَِّاتِ مَا مَكَرُواْ وَحَاقَ بَِٔالِ فِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ) ...فالله تعلى يقول ان ءال فرعون استحقوا سوء العذاب ثم يقول النار يعرضون عليها غدوا وعشيا، يعني هناك علاقة بالاية السابقة انه حاق بآل فرعون سوء العذاب في النار يوم يعرضون عليها أي تحيط بهم من كل جانب وايضًا هم في عذاب شديد.
التعليقات على الموضوع (1)