شجرة البيعة
بداية أطلب من كل قارئ جاد في البحث عن الحقيقة من كتاب الله أن يعلم أن كل كلمة يقولها الله في القرأن ليست حشوا وأنها تفصيل شيئ مهم ولنلتزم قوله الحق (ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَـٰهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ يَتْلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ أُو۟لَـٰٓئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِۦ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِهِۦ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ)
ولنبدأ موضوعنا بالأية التي تحدثت عن المؤمنين اذ يبايعون الرسول محمد حيث يقول ربي في سورة الفتح (لَّقَدْ رَضِىَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَـٰبَهُمْ فَتْحًۭا قَرِيبًۭا) لم فصل الله في وصف البيعة ليقول تحت الشجرة؟
أهي شجرة نكرة؟ لا بالطبع لأنها جاءت معرفة ب -ال-
كان يكفي اذن أن يقول الله لقد رضي الله على المؤمنين اذ يبايعونك فعلم ما في قلوبهم.... لم ذكر تفصيل المكان وقال تحت الشجرة؟ ألمجرد حشو معلومات؟
كان يمكن أن يبايعوه في المسجد مثلا لم بالضبط تحت الشجرة والتي ذكرها بالتعريف. التعريف لشيئ لا يكون الا لما يكون ذاك الشيئ منفردا.
فاذا أخذنا مثلا قول الله لموسى -أنظر الى الجبل- فالجبل أيضا جاء معرفا ب -ال-هذا لأنه كان منفردا وليس في سلسلة جبال.والا لتساءل موسى أي جبل أنظر اليه؟هو جبل واحد منفرد ما جعله يكون معرفا لا يحتاج الى وصف أو تعريف. كذلك الشجرة فبما أن الله عرفها فهي شجرة منفردة ليست مبهمة وسط أشجار وإلا لقال -تحت شجرة...
لنأت الأن الى ذكر الشجرة في مواضع أخرى لنحدد هويتها. يقول المولى عز وجل (فَلَمَّآ أَتَىٰهَا نُودِىَ مِن شَـٰطِئِ ٱلْوَادِ ٱلْأَيْمَنِ فِى ٱلْبُقْعَةِ ٱلْمُبَـٰرَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ أَن يَـٰمُوسَىٰٓ إِنِّىٓ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ) هنا أيضا تكرر ذكر الشجرة وبالتعريف دائما ليبين لنا الله أنها معروفة ومنفردة موجودة بالبقعة المباركة جانب الطور وبالضبط شاطئ الواد الأيمن.
خلاصة من كل هذا لا يحق لنا القول أن هذه الشجرة كأي شجرة أخرى وأن ذكرها في البيعة كان حشوا بل هي نفسها الشجرة المباركة جانب الطور وهي دليلنا على جبل الطور المنفرد هو الأخر . فسبحان الذي ترك في كتابه الدلائل ليتتبعها المؤمن.
ملاحظة هامة. استعملت في البحث كلمة بيعة من أجل فهمها نظرا لشيوع استعمالها والأصح أن المؤمنين بايعوا الرسول بيعا وليس بيعة (إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ ۚ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّۭا فِى ٱلتَّوْرَىٰةِ وَٱلْإِنجِيلِ وَٱلْقُرْءَانِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِ ۚ فَٱسْتَبْشِرُوا۟ بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِى بَايَعْتُم بِهِۦ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ) .
الحمد لله رب العالمين
التعليقات على الموضوع (11)