دك الطور ورفعه
المتتبع المدقق لقصة طور سيناء سيصدم بقصة غريبة تخص طور سيناء، جبل التجلي.
حينما سار موسى و عجل إلى لقاء ربه لميقات الأربعين ليلة، سأل نبي الله موسى أن ينظر إليه. فأجابه الله باستحالة الأمر "لن تراني لكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني". هنا يتجلى الله للجبل في ما لا يمكن لعقل أن يدركه و يجعله دكا. إلى هنا جبل الطور لم يعد له وجود.
لكن تتابع الأحداث فيما بعد يوحي بوجود هذا الجبل نجد أن موسى حين عاد إلى قومه حاملا الألواح و غضب من عبادتهم العجل في غيابه، نرى أنه أخذ منهم ميثاقا أن يأخذوا ما آتاهم الله في تلك الألواح بقوة وأن الله رفع فوقهم الطور بمقتضى هذا الميثاق.
في قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَـٰقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُوا۟ مَآ ءَاتَيْنَـٰكُم بِقُوَّةٍۢ وَٱذْكُرُوا۟ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
وقوله: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَـٰقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُوا۟ مَآ ءَاتَيْنَـٰكُم بِقُوَّةٍۢ وَٱسْمَعُوا۟ ۖ قَالُوا۟ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا۟ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِۦٓ إِيمَـٰنُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
(وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ ٱلطُّورَ بِمِيثَـٰقِهِمْ)
(وَإِذْ نَتَقْنَا ٱلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُۥ ظُلَّةٌۭ وَظَنُّوٓا۟ أَنَّهُۥ وَاقِعٌۢ بِهِمْ خُذُوا۟ مَآ ءَاتَيْنَـٰكُم بِقُوَّةٍۢ وَٱذْكُرُوا۟ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
من هذه الآيات نرى أن هذا الميثاق اقترن في كل الآيات ب "رفع الطور"
لكن ألم يجعل الله الطور دكا قبل عودة موسى لقومه؟؟؟؟
فما معنى الحديث عن الطور الآن؟؟؟؟؟؟
لقد جعل الله الطور دكا لدى الميقات ثم رفعه ثانية كآية أخذ على بني إسرائيل بها الميثاق أن يعملوا بما آتاهم الله (وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ ٱلطُّورَ بِمِيثَـٰقِهِمْ). حتى إنهــــــــم من فرط دهشتهم حين رفع الله الطور بعد أن كان دكا "ظنوا أنه واقع بهم".
كنت دائما أعتقد أن الله رفع جبلا أخر في السماء فوقهم لكني وبعد دراسة القرأن جيدا والربط بين قصصه علمت أن هذا هو الطور الجبل الذي اندك ثم رفع ثانية.. وفي كلتا الحالتين بقدرة الله.
الحمد لله رب العالمين
التعليقات على الموضوع (1)