ما علاقة العجل ببقرة قوم موسى؟
بسم الله أبدأ. يتبادر لنا من خلال فهمنا التراثي لسورة البقرة أن الله ابتلى قوم موسى بذبح بقرة نكرة لسبب مبهم. وأنهم اذ يسألون عنها فهم قوم خصمون كانوا أكثر شيئ جدلًا. كما يحب فقهاؤنا أن يوهموننا بحديث-انما اهلك الأمم قبلكم كثرة السؤال-لكن دعنا نخالفهم فنسأل لعل في مخالفتهم غنيمة.
1- لما طلب الله من قوم موسى ذبح بقرة؟ ألغير سبب؟ لا أظن ذلك. لكن بربط السؤال مع الأية التالية سيتضح نوعًا ما الجواب قال ربي: (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِۦٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا۟ بَقَرَةًۭ ۖ قَالُوٓا۟ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًۭا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَـٰهِلِينَ).
يظهر أن موسى بعد حرقه ونسفه لعجل السامري كان يجهل أمرا ما فأوحى له ربه هذا الطلب. (قَالَ فَٱذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِى ٱلْحَيَوٰةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًۭا لَّن تُخْلَفَهُۥ ۖ وَٱنظُرْ إِلَىٰٓ إِلَـٰهِكَ ٱلَّذِى ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًۭا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُۥ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُۥ فِى ٱلْيَمِّ نَسْفًا).
إضافة لكل هذا فقوم موسى قد رسخت عندهم عقيدة فاسدة تأله العجل والبقرة كما كان حال القوم الذين أعجبوا بهم. وبرغم اختفاء عجلهم الا أنهم كانوا لا يزالون يعتقدون فيه استنادا لقوله (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَـٰقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُوا۟ مَآ ءَاتَيْنَـٰكُم بِقُوَّةٍۢ وَٱسْمَعُوا۟ ۖ قَالُوا۟ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا۟ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِۦٓ إِيمَـٰنُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
ما الحل اذن؟ حكمة الله التي ستخرج ما كانوا يكتمون. وستذهب عنهم هذا الاعتقاد الى ما لا نهاية. بعد اختفاء عجلهم أخذوا يبحثون عن إله يشبه إله القوم الأخرين فرأوا بقرة بنفس مواصفات العجل ظانين أن إلههم أحيى نفسه وعاد. لكنهم خافوا أن ينفضح أمرهم لموسى فيقتله ثانية ولكن الله خير الماكرين.
2 -فما وجه التشابه بين الاثنين؟
العجل صغير السن / البقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك قد يكون فارق السن الطفيف مدة اختفاء العجل وعودته للحياة حسبما اعتقدوا.
العجل من الحلي ذهبي اللون / والبقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين.
العجل مقدس / والبقرة مقدسة هي الأخرى لا تعمل لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لاشية فيها.
3-هل كل هذه الأسئلة كانت عبثية؟ وهل كل المواصفات الدقيقة التي دلهم بها الله على ما كانوا يكتمون عبثية؟
لا والله حاشاه فهو مخرج السر حتى أنهم اعترفوا وقالوا لنبيهم الأن جئت بالحق. فذبحوها دون رغبة منهم. وتذكروا النفس المؤمنة التي أخفوا قتلها والتي كانت ستفضح أمرهم لموسى. فقال المُحيي اضربوه ببعضها. فأحياه الله بإلههم الكذب وأبقاه ميتا.
انظر الى حكمة ربك كيف يدبر الأمر. ثم انظر لرحمته كيف قضى على عقيدة فاسدة وعلمه بالسر وأخفى. فلنكن له شاكرين. ولنشهد بالحق ما حيينا.
ولنسأل هل فعلًا عاصر الرواة الذين نقلت رواياتهم للمفسرين النبي؟
التعليقات على الموضوع (10)