30 كانون22015
كتبه الباحث: أسامة | نشر بتاريخ: 2015-01-30 21:42:41 | الزيارات: 4162
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على جميع الرسل والانبياء وبعد
لعل من أكثر الألفاظ التي وقفت عندها متأملا هي لفظة الذكر وتحت مسميات عديدة منها (نعمة الله) و (ديم عوزي) ففي اللغات القديمة دائما ما كنت أقرأ لفظة الذَكَر كرب معبود ابن إله اتخذه المغضوب عليهم ومن تبعهم من الضالين بعدهم فمجدوه ونقشوه ورسموه وجسدوه.
والغريب بأن المسألة مترابطة ومتأصلة كـأنها مرض مستوطن ينتقل من جيل الى آخر فمن هو الذكر وما هي حقيقته ولماذا فتن الأولون بلفظه حتى اتخذوه معبودا لهم فجعلوه ربا يمجدونه ويثبتون له العلو والرفعة وفي خضم ضياع المسميات والمفاهيم والدلالات القرآنية اثار انتباهي قوله تعالى (أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلْأُنثَىٰ) فوقفت متحيرا من هذا التبيان الإلهي الذي ميز فيه الذكر عن الأنثى ثم قررت أن أعيد تشكيل لفظتي الذكر والأنثى حسب مفهومي الشخصي وكما فهمتها من تبيان الله تعالى لها في كتابه الكريم وليس كما أولها المغضوب عليهم ليظلوا أهل الأرض والسماء بها فكانت خلاصة بحثي ما يلي:
الذَكَر والأنثى
لعل أكثر ما بحثت فيه من الفاظ القرءان الكريم هو لفظة الذكر ولطالما وقفت متأملا في هذه اللفظة التي اشتق منها لفظة مُذَكَر ثم أسس عليها الإباء كل ما نحن عليه من تراث وبعد بحث وتحري هداني الله الذي فطرني اليها كما يظن هوى نفسي وهي:
الذَكَر: هي لفظة أصلها (ذا كَر) وتعني الثنائي الجنس أو ما نسميه الجنس الثالث المتساوي والكامل وفيه يكون (1 ولد + 1 بنت) وهذا يعني المخلوق الكامل الذي يجمع نفسين معا في جسد واحد وهو ما نسميه اليوم الجنس الثالث أو (الشكر) ولد وبنت في جسد واحد حسب تقدير الله عز وجل .
الأنثى: هي لفظة تعني أحادي الجنس أي النفس التي تحل في جسد خصصه الله تعالى لها لتكون أما بنت قائمة بذاتها أو ولد قائم بذاته على حد سواء.
خلق الذَكَر والأنثى
لقد بين الله تعالى لنا خلق الذكر والأنثى وأطلق عليهما لفظ الزوجين بقوله تعالى (وَأَنَّهُۥ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلْأُنثَىٰ) وقوله تعالى ( فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلْأُنثَىٰٓ).
وهنا يبين الله تعالى لنا بأن الزوجين هما الذكر المتكون والمتجسد والمتصور باتحاد زوج من الانفس في جسد واحد وهما (الولد + البنت) ثم عطف لفظة الأنثى على الزوجين ليبين لنا بأنها تعني الزوجين المنفصلين والمختلفين في الخلق والصورة والجسد بمعنى أما ولد وأما بنت لتكون لفظة أنثى عامة الإطلاق ويدخل فيها (نفس الولد الذي يحل في جسد لذاته فقط) أو (نفس البنت التي تحل في جسد لذاتها فقط) على حد سوء ومن غير تفريق أو تمييز بينهما.
وصية الله تعالى في ميراث الذكر
لقد بين الله تعالى لنا وصيته للذكر وذلك بتمييزه عن الأنثى في قوله تعالى ( يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِىٓ أَوْلَٰدِكُمْ لِلذَّكَرِمِثْلُ حَظِّ ٱلْأُنثَيَيْنِ ) لتكون حصة الذكر مضاعفة وتساوي ( حصة ولد + حصة بنت) لأنه الجنس الثالث الذي يتجسد ويتصور ويجتمع في خلقه الجنسين معاً أي (1 ولد + 1 بنت) فكانت حصته من الله تعالى بقدرهما في المأكل والمشرب والملبس والميراث.
تكاثر الذكر والأنثى
لعل أكثر ما حيرني سابقا وأنا ادرس علم الوراثة هو الصبغات الوراثية للولد وهي (XY) أي هجينة وليست أصيلة كما الحال في البنت وهي ( XX) فبقيت متحيرا في ذلك حتى وصلت الى فهم هذه الإشكالية فخلصت الى أن الله تعالى في البداية خلق نفس البنت (XX ) والمتمثلة بجهازها التناسلي ثم خلق منها الجهاز التناسلي للولد فترحل مع المخلوق الجديد أو الزوج الجديد من الأصل صبغة ( X) وخلق معه صبغته الجديدة وهي (Y) لينتج مخلوق بصفات وراثية ( XY) ولذلك نجد بأن معنى ودلالة لفظة الذكر والذي هو المخلوق الذي تجسد واتحد فيه زوجين مختلفين (1 ولد + 1 بنت) هو أندر وأكمل مخلوق على وجه الارض وبذلك أصبح قوله تعالى (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) واضحا لا لبس فيه بالنسبة الي.
وما أسلفته حول موضوع الصبغات الوراثية ينطبق تماما على المخلوق الأول آدم وزوجه فكان الجيل الأول بعدهم من الأناث والذين هم عبارة عن جنس قائم بذاته وهو البنت ذات صبغات سائدة وجنس ثاني منفصل وقائم بذاته وهو الولد يحمل صبغة هجينة فكانا مخلوقين منفصلين أطلق عليهما الخالق المعبود تعالى لفظة (الأنثى) فكانت الأنثى مخلوقة من زوج الذَكَر الأول وهو آدم وزوجه ثم أصبحت الأنثى بعد ذلك المرحلة الثانية للخلق والبث والتكاثر ليتكون منها الشعوب والقبائل.
تسمية الكتاب بالذكر
لقد أطلق الله تعالى صفة أو سمة الذكر على القرءان الكريم وذلك للدلالة على تساوي هذا الكتاب من ناحية المعنى والدلالة والحدود والواجبات والأحكام وغير ذلك من التشريع الإلهي على من نسميهم اليوم الأولاد والبنات وعلى حد سواء أي بالتساوي بينهم من غير تمييز في الجنس بمعنى إنه يجمع ويخاطب كلا الجنسين معا.
فتنة الذكر
بعد تمييز الله تعالى للذكر والذي نسميه الجنس الثالث الذي يجمع الجنسين معا أو بالعامي (الشكر) عن الانثى والتي يدخل فيها البنت والولد على حد سوء أي كل أحادي جنس في الخلق يطلق عليه لفظة الأنثى وهذا التمييز من الخالق حرك هوى المغضوب عليهم من الآباء وأخذوا يؤلون كتاب الله تعالى حتى سقطوا في الفتنة وأركسوا فيها فأشركوا وكفروا بالله تبارك وتعالى بعد أن جعلوا من الذكر ابنا لله عز وجل وأثبتوا له الربوبية والحلول والتجسيد بأشخاص من البشر ذكرهم الله تعالى في كتابه ثم أمر الناس بطاعتهم وعبادتهم تبارك وتعالى عما يصفون ويفترون.
أصل الخلق الذكر والأنثى
وللتوضيح أكثر فإن جميع المخلوقات الحية تحت مسمى الأنعام والتي أنزلها الله تعالى كان آديمها الأول عبارة عن ذكر كامل لقوله تعالى ( ثَمَٰنِيَةَ أَزْوَٰجٍ مِّنَ ٱلضَّأْنِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْمَعْزِ ٱثْنَيْنِ قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلْأُنثَيَيْنِ أَمَّا ٱشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ ٱلْأُنثَيَيْنِ نَبِّـُٔونِى بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ....) ثم يبين الله تعالى بعد ذلك نواتج المخلوقات من الإناث الأحادية الأنفس لتكون بمجملها تنوع في المخلوقات نتج عنها طفرات وراثية سببت تنوع الفصائل والرتب والعوائل. الذكر والنسيان لقد بين الله تعالى لنا نقيض لفظة النسيان من خلال لفظة الذكر والذي هو عبارة عن جسد تجتمع فيه نفسين معا وبذلك تصبح فرص النسيان لديه شبه معدومة وذلك لتذكير أحد النفسين الأخرى في حال نسيانها أمر ما أي إنه يحوي نفسين تفكران معا في آن واحد فكان بحق نقيضا للنسيان.
قوم لوط والذكران
لقد بين الله تعالى لنا شهوة قوم لوط للذكران من البشر بقوله تعالى (( كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169) فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174)- الشعراء )).
فكانت شهوتهم لمن هو في تمام الكمال الجنسي أي للمخلوق الذي أتحدت نفسيه المتمثلة في الجنسين المختلفين معا في جسد واحد ويمتلك الجهازين التناسليين معا وهذا هو حال رسل الله تعالى الذين أوجس منهم أبينا إبراهيم خيفة. وشهوة هذا المخلوق الذي أعطاه الله تعالى جمالا يأخذ الألباب تحديدا كانت علة قوم لوط ولا أريد أن أخوض في هذه الجزئية أكثر لأن لها تفصيل طويل.
إلهي اجعلنا من المهديين المهتدين الى دينك الحق الذي جعلته لعبادك وهديت به رسلك وانبيائك ولا تجعلنا من الضالين المضلين لك الامر من قبل ومن بعد وآخر دعائنا الحمد لله رب العالمين